|
الإندبندنت ولماذا يجب الخوف من المليشيات الصهيونية وفيما يلي ما جاء في ذلك المقال الذي نشره دونالد ماسننتير في صحيفة الاندبندنت البريطانية. كان زائيف شتيرن هيل حذراً في اختيار كلماته عندما تردد وهو يصف انفجار قنبلة وضعت في أنبوب خارج باب بيته الرئيسي في الآونة الأخيرة بأنه عمل إرهابي يهودي بامتياز( وكان زائيف الذي شارك في حروب إسرائيل الماضية والذي يبلغ من العمر 73 عاماً محظوظاً عندما جرحت رجله فقط لدى إصابته بإحدى شظايا القنبلة التي انفجرت أمام بيته, وكان مرعوباً ليس على نفسه وإنما على زوجته وابنته وأحفاده الذين كان من الممكن إصابتهم بتلك القنبلة مع جيرانهم وهم نائمون جميعاً لقد كان عملاً إرهابياً لأنهم لم يعرفوا من كان يمكن أن يصاب . وكما يقول زائيف إنه ليس له أعداء في )عالم الإجرام والرذيلة وكما يعتقد فإنه ليس صعباً على رجال الشرطة أن يجدوا السبب لمحاولة قتله, وكمحارب قديم وعضو نشط في حركة السلام الآن ومعارض بارز وشديد للاحتلال الإسرائيلي منذ أواخر السبعينيات وهو الأديب في الجامعة العبرية والحائز جائزة إسرائيلية والمعروف عالمياً بأنه مناهض لجذور الفاشية, أصبح بجلاء هدفاً من الدرجة العالية لهجوم داخل إسرائيل نفذه متطرفون يهود من الجناح اليميني. ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه منذ اغتيال assassination اسحاق رابين في عام1995 وإذا كان القصد من الهجوم هو إسكات أحد المفكرين في إسرائيل فإن ذلك لم ينجح ومنذ البداية لم يستثن زائيف صلة أعمال العنف القوية والمتزايدة التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية, ففي الأسابيع الأخيرة قام هؤلاء المستوطنون المتطرفون بأعمال شغب كبيرة حيث سدوا الطرقات وحرقوا بساتين وأشجار زيتون الفلسطينيين وقام المستوطنون المسلحون بمهاجمة بعض القرى الفلسطينية. وفي هذا الإطار يلوم زائيف الجيش والشرطة لأنهم )إما غير راغبين وإما غير قادرين أو ربما الاثنان معاً في تطبيق القانون ضد الهجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث يتمتع المستوطنون بنوع من الحكم الذاتي seif-ruleويقول إن المتطرفين يعتقدون بأن أناساً مثلي هم الخطر الحقيقي للصهيونية ولمستقبل دولة إسرائيل, لذلك يجب تحييدهم ومعاقبتهم , لهذا السبب أعتقد أنه توجد صلة وعلاقة بين الأعمال الوحشية وأعمال العنف التي هي حقيقة الحياة اليومية في الضفة الغربية, وهذا الهجوم المروع . ومن بين ال 250 ألف مستوطن في الضفة الغربية يقدر زائيف أنه يوجد ما بين 40-50 ألف مستوطن ايديولوجي حقيقي و بضعة آلاف من هؤلاء على استعداد لاستخدام القوة ويسلط الضوء على الجيل الجديد من )الحركات الثورية( التي تعتبر قيادتها الهرمة بأنها )خائنة( لرغبتها في مناقشة الحكومة بإمكانية الجلاء الطوعي من القواعد العسكرية الأمامية. والنشطاء )المقتنعون بعمق أن مستقبل الشعب اليهودي يعتمد عليهم( يعتبرون بالتالي أن العنف عمل شرعي سوف يساعدنا بالتخلص من الفلسطينيين هذه هي فلسفتهم . وبالنسبة للبروفسور زائيف فإن الجواب هو الجلاء المبكر من 95 بالمئة على الأقل من الضفة الغربية وفيما يتعلق بالسلطات عليهم جلب المستوطنين والعودة بهم إلى حدود ال 67 ومن ثم إلى داخل إسرائيل, لكن هنا توجد مفارقة فمن جهة يعتقد زائيف أن العنف قد ينبع من )الشعور بالحاجات أو المطالب الملحة من جانب اليمين المتشدد لأنهم قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن النخبة السياسية الإسرائيلية أقرب بكثير الآن لما أعتقد به من أفكارهم . إن النخبة السياسية الإسرائيلية ضعيفة جداً والحقيقة أن من يمسك بزمام السلطة ليسوا على استعداد لمواجهة المستوطنين.. أنا لست متفائلاً ولا أدري من سيكون قادراً في السنوات القادمة على مواجهة القضية بجدية هذا يؤكد اعتقاده أن الأمل الوحيد هو تدخل قوي من قبل المجتمع الدولي متمثلاً بأميركا والاتحاد الأوروبي ويضيف : )أعتقد أنه يجب على البريطانيين والفرنسيين والألمان أن يبدؤوا التفكير بجدية لتحريك نفوذهم ومحاولة فعل شيء ما أكثر مما يفعله - طوني بلير - لقد توصلت إلى نتيجة أننا لانستطيع أن نقوم بذلك بسبب ضعف الديمقراطية الإسرائيلية وضعف السلطة الفلسطينية . ويلح بالقول: إن طريقة - الخطوة خطوة - المتبعة في - أوسلو - كانت غلطة كبيرة فجميع القضايا بحاجة للمعالجة بشكل سوي والمهتمون جميعاً بقضايا الشرق الأوسط يجب أن يشاركوا بهذه المعالجة . وقد سئل عن شعوره كيهودي له سيرة ذاتية إسرائيلية مشهورة من مهاجمة بيته من قبل اليهود المتطرفين قال متأملاً: كل شخص قادر أن يفعل أي شيء... ولكونك يهودياً أو غير يهودي لايحصنك من المساوئ والشرور الموجودة في التاريخ والسياسات(. وعن الوضع في الضفة الغربية والحالة بشكل عام يقول - زائيف - : إني أشعر بالخزي والعار وأنا أرى اليهود محتلين للضفة الغربية . وأشعر بالعار أكثر لكيفية معاملة الجنود الإسرائيليين للفلسطينين - ليس السبب أن الجنود يريدون ذلك لكن الحالة مرعبة . ويقول أيضاً ماأريد أن أفعله هو تغيير هذه الحالة . وعن رأيه ب - توني بلير - و - إيهود أولمرت - و - إيهود باراك - يقول زائيف شتيرن هيل: )إن توني يحَّول نفسه من شخصية رئيس وزراء ناجح إلى شخصية سخيفة تافهة... فهو مجرد مُهرج... إنه الآن مسؤول عن المفاوضات, فما الذي يفعله بالضبط?... أين هو? وعن المنسحب - إيهود أولمرت - يقول: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت, هو مغتصب حديث لفكرة إعادة - تقريباً جميع - الضفة الغربية... إنه متأخر نحو ثلاثين عاماً عن تنفيذ هذه الفكرة هذا شيء لا يصدق unbelievable... وهذا ماكنا نقوله لمدة ثلاثين عاماًب. أما عن - إيهود باراك - وزير الحرب الإسرائيلي فيقول: إنه لشيء مضحك - حسناً, ليس مضحكاً بل مأساوياً - أن ترى شخصاً - كإيهود باراك - بطل حرب حقيقي, إنسان مالم يكن خائفاً من شيء, شخص لم يعرف ماذا يعني الخوف. (لكن) سياسياً, فإن مواجهة مع المستوطنين, فهي فوق طاقته ومقدرته... إنه لشيء محزن جداً. |
|