|
ترجمة حيث يعبر البعض عن الرغبة بتحقيق السلام, بينما نجد البعض الآخر يسعى حثيثا نحو الإعداد للحرب. لاريب بأن لدى اسرائيل قوة عسكرية هائلة, لكنها لم تمكنها من إزالة الاحساس بالضعف والخوف وفقدان الأمن والأمان إلا في الأحوال التي تتمكن بها من الهيمنة على الدول العربية قاطبة, الأمر الذي جعلها تعيش في قلق دائم وحالة من انفصام الشخصية. يخشى الاسرائيليون من تدني قوة الردع النووية لديهم في ضوء ما تشهده الساحة من تنام لقوة المقاومة في كل من حزب الله وحماس والقوات الايرانية, لانها استطاعت منذ تأسيسها أن تكون القوة العظمى في المنطقة. لكن الاسرائيليين يعتقدون بأن هذا التفوق لن يكتب له الاستمرار إلى الأبد , وأخذت الهواجس الأمنية وأمر معالجتها حيزا هاما من تفكيرهم نظرا للتباين والاختلاف في وجهات النظر لدى مخططي الاستراتيجية الاسرائيلية, الأمر الذي اعتبره ايهود اولمرت نوعا من الاضطراب الفكري الذي تعاني منه القيادة الاسرائيلية. في مقابلة لأولمرت مع جريدة يديعوت احرنوت رأى أن لدى اسرائيل بصيص امل في التوصل إلى اتفاق تاريخي مع كل من الفلسطينيين وسورية وهذا يعني بالضرورة انسحابا من معظم الأراضي ( إن لم يكن منها جميعا بما فيها القدس المحتلة) لأن عدم تحقيق ذلك سيحول دون تحقيق السلام. وأردف قائلا: إن الهدف هو التوصل للمرة الأولى إلى ترسيم الحدود ( بين اسرائيل والفلسطينيين) التي سيعترف العالم بها. أما بالنسبة للسلام مع سورية فقد قال: ليس ثمة عاقل في اسرائيل باستطاعته القول بإمكانية تحقيق سلام معها دون إعادة مرتفعات الجولان. اظهر اولمرت صدقية بالنسبة إلى ايران عندما قال:إن كافة الامور التي سبق للاسرائيليين أن صرحوا بها تجاه ايران لم تكن إلا نوعا من الغطرسة التي يتسم بها القادة الاسرائيليون حيث كانوا يرمون منها إلى إثارة الرأي العام العالمي ضدها. إن ما أبداه أولمرت من آراء تدعونا للاعجاب لكن الواقع يؤكد خلاف ذلك لأن أقواله تتناقض مع أفعاله, حيث نجده قد سارع بالذهاب إلى موسكو لعله يتمكن من اقناع القيادة الروسية بعدم بيع انظمة مضادة للطائرات لكل من ايران وسورية, وكأن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يحق لها الدفاع عن نفسها, وقد تزامن ذلك مع حصول اسرائيل على الطائرات المقاتلة نوع 35-F المتطورة من الولايات المتحدة التي بلغ ثمنها 15 بليون دولار. الترسانة الهائلة: إن حصول اسرائيل على تلك الطائرات والأسلحة المتطورة يجعلها الدولة الوحيدة من خارج الناتو التي استطاعت الحصول على هذا النوع الجديد من الطائرات , الأمر الذي مكنها من تعزيز تفوقها الجوي على كامل جيرانها, فضلا عما يتوفر لديها من رؤوس نووية, وقذائف كروز محمولة على غواصاتها, التي تشكل دعما لترسانتها العسكرية الهائلة. كأن كل هذا التسليح الكبير لم يؤد إلى تحقيق الأمن لاسرائيل , لذلك عمدت الولايات المتحدة إلى نشر نظام للرادار المتطور في النقب يقوم على تشغيله طاقم أميركي بادعاء الكشف المبكر عن القذائف الايرانية المحتملة, على الرغم مما يؤكد الواقع من عدم وجود القدرة أو النية أو الدافع الانتحاري لدى ايران لشن مثل هذا الهجوم. اشارت الصحافة الاسرئيلية إلى أن نشر نظام الرادار في النقب قد جاء بديلا عما تزمع اسرائيل القيام به من شن هجوم على ايران. فهل تعتبر اسرائيل أن نشر تلك الرادارات بديلا عن مهاجمة المفاعلات النووية الايرانية? يعتقد برنار كوشينر وزير الخارجية الفرنسي أن ذلك لن يغير في مسار ما تبتغيه اسرائيل حيث صرح لجريدة هآرتس بأن الأخيرة تؤكد أنها لن تنتظر حتى تتمكن ايران من إنتاج القنبلة النووية وأضاف بقوله :إن الخيار العسكري ليس بالحل المناسب لأنه يشكل خطورة كبيرة لكن من غير المستبعد لجوء اسرائيل للقيام به. في تصريح لاولمرت إلى جريدة يديعوت احرنوت اشار بأن القوة التي تمتلكها اسرائيل كبيرة وقادرة على ردع أي تهديد لكن يتعين عليها أن تعمل على تحقيق السلام بدلا من البحث عن الأسلوب الذي يمكنها من الانتصار في الحرب. على الرغم من تلك التصريحات فإننا لم نقف على بارقة أمل لصنع السلام حيث نجد أن تسيبي ليفني الرئيسة الجديدة لحزب كاديما تعمل على تشكيل تحالف يشارك به ويدعمه باراك, بينما تعهدت بذات الوقت لحزب شاس بعدم الدخول مع الفلسطينيين في مفاوضات بشأن القدس المحتلة وذلك بهدف قبولهم الاشتراك بالحكومة المزمع تشكيلها, الأمر الذي يبعد أي أمل في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. الحاجة المستعجلة في الوقت الذي يتحدث به أولمرت عن الحاجة الملحة للسلام يصرح بعض القادة الاسرائيليين بالقيام لحرب مدمرة حيث نجد ان الجنرال جادي ايسنكوت قد صرح لجريدة يديعوت احرنوت:إن اسرائيل ستستخدم القوة غير المتكافئة مع كل قرية تصدر عنها طلقات ضد اسرائيل وستدمرها تدميرا شاملا, تلك هي الخطة الاسرائيلية التي أصبحت جاهزة للتنفيذ. بعض الصقور أمثال جيور الياند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يرى ضرورة انذار الحكومة اللبنانية بأنه في الحرب القادمة ستدمر اسرائيل الجيش اللبناني مع كامل البنى التحتية اللبنانية. في هذا السياق تابع رئيس الموساد تنفيذ مخططاته الرامية إلى زعزعة الاستقرار في البلدان المجاورة لاسرائيل, حيث اكدت الصحافة الاسرائيلية أن من ضمن الأمور التي نسبت إليه هي الإعداد لضرب موقع عسكري سوري في عام 2007 ,ادعت اميركا واسرائيل بأنه منشأة نووية وقتل عماد مغنية في سورية, وضرب موكب الحرس الثوري الايراني بالقرب من طهران بادعاء دعمهم لحزب الله. صرح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأن خلية ارهابية تعمل بغطاء اسلامي ترتبط بالمخابرات الاسرائيلية تم القاء القبض على عناصرها, واتهم ستة منهم بالضلوع بضرب السفارة الأميركية في صنعاء بتاريخ 17 ايلول حيث قتل 18 شخصا. لكن اسرائيل نفت هذا الاتهام واعتبرته عاريا عن الصحة, لكن يؤكد الواقع بأنها قد دأبت على تحريض الولايات المتحدة ضد العرب والمسلمين ويذكرنا ذلك بقضية لافون عام 1954 عندما قام عملاء اسرائيليون بتفجير مكاتب المعلومات الاميركية في القاهرة والاسكندرية والمسرح البريطاني بهدف اثارة الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. ونافلة القول: إن كلمات اولمرت جميلة, لكن يبقى السلام بعيد المنال. 21/10/2008 الانترنت- عن موقع gulf news |
|