تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدب النصيحة العلم.. والحياة!

آراء
الأثنين 20/10/2008
نصيحة بقلم: أكرم شريم

إذا كان العلم مجرد مقدار من المعرفة نصفه في عقل المتعلم لكي يستفيد منه في حياته المهنية وحسب, فهذا يعني أننا كمجتمع لا نستطيع أن نستفيد من العلم والتعليم في تطوير الإنسان

والحياة وطرائق التفكير والمعتقدات الشعبية والعادات والتقاليد وسيبقى كل شيء من ذلك كما هو, كما في كثير من البلدان والبيئات الفكرية, ولكن العلم يمكن توجيهه سواء من خلال مادة العلم نفسه أو من خلال طريقة تعليمه وحيثياته لكي يصبح وسيلة جادة عدا عن كونه علماً لتطوير الحياة والإنسان في مختلف الأوجه والمجالات وإلا كيف يمكن أن تكون موجودة في منزل واحد علاقات متخلفة وأفكار عزلوية وفي المنزل نفسه طالب أو طالبة في الصف الثامن أو التاسع?! كيف يمكن أن تبقى موجودة تصرفات بائدة وقراءات سوداء في حياة أسرة يوجد من بين أفرادها أكثر من طالب أو طالبة سواء في المرحلة الثانوية أو في الجامعة?! وكيف يمكن أن تمر عشرات السنين والعلم منتشر في البلاد وفي كل أصقاعها ولا نجد له التأثير الملحوظ لوسائل الإنتاج أو الأدوات المنزلية أو وسائل العرض السينمائي أو التلفزيوني في تطوير حياتنا العامة وأفكارنا وعلاقاتنا وآرائنا وقراراتنا في كل شيء?! ذلك أن العلم والتعليم في بلادنا غير موجه لهذه المهام, هذا مع العلم بأنه لا توجد تلك الصعوبة أو الاستحالة لتوجيهه لكي يصبح مضاداً للتخلف والعزلوية وبالذات من خلال هؤلاء أنفسهم الذين يتعلمون في المدارس والجامعات وكذلك من خلالهم ومن خلال ما يبنون من حياة وما يربون من أبناء وما يطورون من أعمال وعلاقات وطرائق ,تشع الشموس وتغتني النفوس فتتحرر الأيدي المكبلة وتنفرد الأفكار المختبئة وتصرخ الحناجر حتى يتقدم الركب وبسرعة الأزمنة الأخيرة, من هنا كانت النصيحة أن يصبح العلم وطرائق تعليمه في كل مراحله مضاداً لكل المعرقلات ومحرراً لكل القدرات والملكات على الأقل كي لا تمر عشرات جديدة من السنين ولا تنزاح الأزمنة بأكثر مما تنزاح القارات!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية