تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية ..!!(زعورة وعين فيت)

هذا جولاننا
الأثنين 20/10/2008
اسماعيل جرادات

ننتقل اليوم بالذاكرة الجولانية إلى شمال الجولان حيث المناطق الغنية بمياهها وزرعها من كافة الأنواع إضافة إلى الأشجار التي تزين تلك المناطق ناهيك عن كون تلك المناطق غنية بآثارها ومواقعها الاصطيافية.

سكان تلك المناطق طيبون متعاونون غالبيتهم تجمعهم صلة القربى ,قرى عديدة تقع شمال جولاننا غالبيتها تجاور أراضي فلسطين من الغرب والأراضي اللبنانية من الشمال يحاذيها جبل شامخ صامد كصمود ابناء سورية وتمسكهم بأرضهم وتقديم كل غالٍ من أجل صون تراب تلك الأراضي.‏

سنتحدث اليوم عن قريتين متجاورتين لايمكننا الحديث عن واحدة منهما دون الثانية إنهما قريتا زعورة وعين فيت.‏

تقع هاتان القريتان في القطاع الشمالي من الجولان الحبيب وتبعدان عن مركز مدينة القنيطرة بنحو /20/كم للجهة الغربية وعن قرية مسعدة مسافة 7 كم يحدهما من الشمال قرية عين قنية وسفوح جبل الشيخ الأشم ومن الغرب مدينة بانياس ومن الجنوب قرية واسط ومن الشرق قرية مسعدة.‏

عمل سكان قريتي زعورة وعين فيت بالزراعة وأشهر المحاصيل القمح والشعير والذرة والعدس مع توافر عدد من الأشجار المثمرة كالتين والرمان والكرمة والتفاح وكانت محاصيل القريتين وفيرة وجيدة نظراً لتربتهما البركانية الغنية بالمعادن كما توجد أنواع أخرى من الأشجار مثل السنديان والبلوط اللذين تشتهر بهما غالبية قرى الجولان إضافة إلى أشجار الملول والزعرور ويعتقد أن اسم قرية زعورة قد اشتق من هذا النوع من الأشجار.‏

سكان القريتين يعملون بتربية الحيوانات مثل الأبقار والغنم والدجاج ويوفرون حاجاتهم من الحليب واللبن والصوف.‏

يعتبر جو القريتين دافئاً صيفاً وغير حار وهو معتدل شتاء, مع هطول كميات غزيرة من الأمطار التي تؤدي إلى تشكل المسيلات والجداول وتدفق الينابيع في أنحاء متفرقة.‏

في القريتين مدرسة ابتدائية منذ عام 1950 بالإضافة إلى توفر مياه الشرب والكهرباء والطرق المعبدة التي تصل القريتين مع القرى المجاورة التي كانت تتعامل مع أهالي القريتين بكل أنواع البيع والشراء.‏

يتميز سكان القريتين بعادات وتقاليد اجتماعية كما باقي عادات وتقاليد أهالي قرى الجولان الأخرى تقاليد أساسها المحبة والتقارب بين الجميع بالإضافة إلى كونهم يتصفون بالتزاوج فيما بينهم لأنهم كما قلنا في غالبيتهم أبناء أسر متقاربة من بعضها بعضاً الأمر الذي يقوي الروابط الاجتماعية ويجعلهم وكأنهم أسرة واحدة.‏

سكان قريتي زعورة وعين فيت المحتلتين أثناء عدوان 1967 قدموا خيرة أبنائهم شهداء فداء للوطن ودفاعاً عن أرضه الغالية حيث التحق الكثير منهم في صفوف القوات المسلحة وقوات المقاومة الشعبية كانت موجودة آنذاك أي قبل عدوان 1967 لأنهم يرون في التحاقهم هذا دفاعاً عن أرضهم وعرضهم لأن تراب الوطن غالٍ ويفتدى بكل غالٍ وثمين.‏

أهالي قريتي زعورة وعين فيت ينتظرون كما بقية أهالي الجولان الحبيب الساعة التي تعود فيها ليس فقط قريتهما إنما كل جولاننا إنهم يحنون إلى تراب أرضهم الغالي ومستعدون لتقديم كل ما يلزم لتحرير الأرض من الغزاة الصهاينة, هؤلاء هم أبناء الجولان إنهم متمسكون بأرضهم وهويتهم العربية السورية هذه الهوية التي يعتزون ويفخرون بمجملها لأنها هوية تمثل العزة والكرامة العربية.‏

إن سنوات الغربة عن الأرض لم تنس الكبار والصغار كل حبة تراب من الجولان الحبيب, ولن نكون مغالين إذا ما قلنا إننا عندما ننظر إلى وجوه كل فرد من أبناء الجولان نجد عليهم مرتسم الجولان الذي لم يفارق لا الكبير ولا الصغير على الرغم من عدم ولادته فوق ترابه لكن أحاديث الأهل وقراءة التاريخ تجعل الصغار يتشبثون بجولانهم وينتظرون العودة إليه.‏

">asmaeelool@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية