تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حل المشكلات في آخر الليل بحث عن المتاعب

مجتمع
الأثنين 20/10/2008
موسى الشماس

خرج أحد الأصدقاء وهو يقول لابنته الصغيرة ذات صباح: أنا ذاهب إلى العمل هل تريدين شيئاً يا حلوتي? فأجابته الصغيرة باكية: (حسناً يا بابا هذه المرة سأسامحك ولكن في المرة القادمة ستبقى معي أليس كذلك? وتابعت بكاءها...)

إن الأطفال يعتمدون كلياً على أهلهم في كل شيء وخاصة في السنوات الأولى من العمر وهذا يتطلب تفرغاً كاملاً من الأهل لأطفالهم ومن جهة أخرى إذا أراد الأب تأمين حياة محترمة لعائلته ستحترمون وجوده كما يجب. في لقائنا التالي مع الباحث التربوي محمد ماهر قواس وسؤاله عن تلك الدوامة التي يقع فيها الأهل قال: يحضرني هنا شخص أعرفه قال لي مرة. أنا أغادر البيت قبل أن يستفيق أولادي وأعود إليه بعد أن يكونوا قد ناموا ولا يسعني إلا أخذ قبلة صغيرة وهم نيام, ولكن أعباء الحياة يجب ألا تحرم الأبوين من اقتناص الوقت ليكون لهما وقت خاص في لحظة يجد فيها الأب نفسه خارج المنزل معظم الوقت يعمل ويعمل وتجد فيه الأم نفسها تلعب دور المعلم والطبيب والطاهي والشرطي في ذلك المنزل فهي الرادع والمحب, مصدر الآمال والعقاب وصاحبة الصدر الحاني, ... ولكن... يجب ألَّا يمضي الوقت هكذا على الزوجين دون أن يجدا ما يجعلهما يشعران بأنهما يخصصان وقتاً لبعضهما دون وجود حتى الأولاد ولو لمرة واحدة كل أسبوع وأسبوعين على أبعد تقدير, يجب أن يكون هناك لقاء خاص خارج المنزل وفي هذا الوقت القصير عليهما أن ينقطعا عن كل شيء حتى عن الأولاد وإن كان الوضع المادي لايسمح وهو على الغالب كذلك...!! فليكن هناك استعداد مسبق لهذا الموعد من مصروف البيت, فهذا الوقت الخاص بين الزوجين الحبيبين أهم من شراء طاولة أو كرسي أو أغطية للأسرَّة...‏

ليس هنالك أجمل من شعور الزوجين أنهما حبيبان, قد يشعر البعض بأن هذا الزمن قد ولَّى لفعل ذلك كما قال أحدهم وهي تسأله معاتبة إياه لماذا لا تقل لي كلمات حب جميلة, كما كان يفعل مهند لنور فأجابها غاضباً (.... أبوكِ على أبو مهند)‏

- هناك مبدأ هام في هذا السياق هو القبول بما يتعذر اجتنابه فما أكثر الناس الذين يجلبون التعاسة لأنفسهم بسبب أمور تافهة كان يجب أن يتجاهلوها وفي حالات كهذه لا تكون السعادة أكثر استقراراً من أضعف مشكلة محيطة قد تظهر, فقد يكون كل شيء على ما يُرام باستثناء شيء واحد والغريب في الأمر أنه كثيراً مايُضحى بالسعادة بسبب أمور تافهة.‏

من جهة ثانية أكبر خطأ يرتكبه الزوجان عندما يحاولان حل المشكلات العالقة في وقت متأخر من الليل فللتعب مفعول غريب في قوى الإنسان المدركة, إذ إنه بعد يوم مضن من العمل تبدو أبسط الأشياء كأنها جبل كبير يصعب حلها, بل القرارات التي يتخذها الزوجان بوقت كهذا تكون معتمدة على المشاعر أكثر منها على المنطق والعقل, والحديث بذلك الوقت في أمور البيت أو عن النواحي المادية هو بعنوان عريض بحث عن المتاعب والمشكلات قبل النوم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية