تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحو مدرسة خالية من العنف

مجتمع
الأثنين 20/10/2008
يحيى موسى الشهابي

انسجاماً مع الخطة الاستراتيجية لبرنامج التربية في وكالة الغوث الدولية بسورية وسياسة وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية والتي تؤكد على نبذ العنف, يطلق برنامج التربية الإقليمي في الوكالة بسورية حملة (نحو مدرسة خالية من العنف)

بدءاً من 12-16 تشرين الأول 2008 على أن تستمر خلال العام الدراسي 2008/ 2009 بغية توفير بيئة مدرسية آمنة وحافزة حاضنة للجميع وخالية من كافة أشكال العنف وصولاً إلى سلوكيات تربوية سليمة تركز على القيم وتكرس مفاهيم حقوق الإنسان.‏

الثورة رافقت بداية هذه الحملة في الاحتفال الذي أقيم بحضور السيدة (كارين أبو زيد) المفوض العام للأونروا حيث قالت:‏

إن هذه الحملة تنبع من التزامنا بخلق أفضل بيئة تعلمية ممكنة لطلابنا, وهي مبنية على عدد من الأنشطة المصممة لتزويد المعلمين والطلاب بمهارات لخلق بيئة مدرسية مغروسة في ثقافة من التسامح والاحترام والتواصل المفتوح, حيث طورت الأونروا بعض المبادرات الناجحة في هذا الاتجاه, وساعدت حملة المدرسة الآمنة الحافزة ومناهج حقوق الطفل والإنسان والتدريب على التربية الشمولية وتربية الدمج وبدائل العقاب والمدرسة..‏

وأضافت قائلة:‏

إن طموحنا الآن من خلف الحملة إشراك الجميع في الأنشطة التي تحرم العنف في مدارسنا, والجميع مسؤولون عن المحافظة على البيئة المادية في المدرسة والالتزام بقيم الاحترام والتسامح وتعزيزاً للعملية التعليمية والمشاركة في تأسيس قواعد السلوك والإجراءات التأديبية لضمان الاستماع إلى جميع الأصوات وتقديرها.‏

وأشارت إلى المؤتمر الذي عقد بسورية في أيار 2007 حول المدرسة الآمنة الحافزة بالتعاون مع اليونيسيف واليونسكو والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب والذي شكل بداية جهد في جميع أنحاء الميدان لضمان امتلاك مدارسنا القدرة على مواجهة الضغوط التي تؤدي للعنف ما بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب أنفسهم.‏

كما أشارت إلى إنه خلال سنة واحدة فقط حققت 25 مدرسة هذا الهدف وأصبحت خالية من العنف وهذا الإنجاز هو الضمان للنجاح في جميع مدارس الأونروا ال (119) في سورية خلال العام القادم.‏

بينما أشار السيد علي مصطفى المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب إلى أهمية خلق بيئة آمنة للأطفال قائلاً: علينا أن نوجه ونعلم مدارسنا وأطفالنا وأولياء الأمور من أجل المحافظة على بيئة يسودها السلام للجميع.‏

وأشار إلى أنه رغم العمل المستمر في هذا الاتجاه الصحيح والسليم علينا أن نضع في حساباتنا أهمية إنجاز هذه الخطط والبرامج من خلال لقاءات تثقيفية واجتماعية وإنسانية وقانونية يشارك فيها الطلبة بشكل واسع لكي تكون هذه التربية نابعة من الذات لدى المربي والطفل سواء في المنزل أو المدرسة, لا أن تكون بموجب قرارات صادرة من الأعلى حيث آثارها السلبية أخطر من العنف ذاته.‏

بينما رأى الأب متى حداد في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه السيدة بشارة:‏

إن الحرص في تربية الأبناء وتجنب أي شكل من أشكال العنف جسدياً كان أم نفسياً أم لفظياً تلبية لدعوة الرب حيث قال: (أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم).‏

من هنا فالتأديب الإيجابي يجعل الطفل ينشأ نشأة صحيحة ويجعله يتجنب سلوكيات قد لا يتفهمها الآخرون بشكل صحيح ولنضمن لأطفالنا جواً يسوده الحب والإيمان بعيداً عن كل اضطراب وكل استخدام عنيف حتى لا نجعلهم يخسرون حياة السماء التي يمكن أن نحياها على الأرض.‏

وبدوره الشيخ كتمتو قال: إن حماية الطفل من العنف تبدأ بعملية تربوية كاملة في المجتمع الواسع وتغير أساليب الآباء في التعامل وكذلك المحيط الحاضن للعملية التربوية وتنمية المجتمع وإصلاح جوانبه ليصبح أكثر إنسانية, وأشار إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (عرّ فوا ولا تعنّفوا) كما وقال ابن خلدون في مقدمته (إن القسوة المتناهية مع الطفل تعوّده الخور والجبن والهروب من تكاليف الحياة ).‏

الطفل صالح عايد قال:‏

علينا أن نعي واجباتنا بأن نكون مؤمنين ثابتين على المبادىء التي دائماً تدأبون على زرعها وتجسيدها جيداً فينا لنمتلك المهارات والمعارف التي تمكّنا من أن نكون صناع المستقبل الذين سيقودون المجتمع والمدرسة الخالية من العنف والتي يشعر الإنسان فيها بكرامته ويمارس حريته ويشجّع علي الإبداع.‏

على هامش الحفل:‏

الأستاذ محمد عموري مدير برنامج التربية في الوكالة قال:‏

نعمل لتأسيس ثقافة جديدة في مدارسنا ترتكز على بيئة خالية من العنف وهذا يتطلب ثقافة مجتمعية من أفراد المجتمع المحلي وأولياء الأمور.. حيث ترتكز معظم النظريات التربوية الحديثة على أنه لا داعي للعنف من أجل التربية, من هنا كانت أهدافنا في هذه الحملة ولتحقيق الهدف لا بد من حملة توعية للمجتمع المحلي وخاصة أن هناك بدائل للعقوبة مثل التعزيز الإيجابي, والحوار, وتخفيض عدد الطلاب بالصف وإقناع المعلمين من خلال المؤتمرات والدورات المتخصصة بالامتناع عن العنف.‏

وبالنسبة للتكريم فقد كرمت المدارس التي خلت من العنف بأنواعه وهو تشجيع للمدارس الأخرى خدمة وتحقيقاً للهدف الأسمى وهو التربية من دون عنف في مدارسنا.‏

أما الدكتور محمود صيام الأستاذ في كلية التربية في دمشق فقال:‏

يعد العنف المدرسي أحد مظاهر انتهاك شخصية المتعلم والإساءة إليها بشقيها الجسدي والنفسي المعنوي, ما يؤدي لضعفها وجعلها تشعر بالاضطهاد وجعلها تمارسه مستقبلاً في تعاملها مع الآخرين, وهنا تأتي أهمية التوعية والتشاركية مع المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام وجميع المجالات الاجتماعية الأخرى. ولنجاح هذه العملية لا بد من متطلبات رئيسية أهمها كما أسلفت التوعية ومن ثم توفير الجو النفسي والمعاملة الحسنة من قبل المعلم والأسرة مع الطالب وخلق جو للحوار البنَّاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية