تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المصلحة العامة..

معاً على الطريق
الأثنين 20/10/2008
مصطفى المقداد

ثمة إمكانيات كبيرة مخبوءة تحت ركام البيروقراطية تحتاج جهودا للكشف عنها, وتحويلها إلى مرحلة الفعل والتأثير, وثمة وسائل وتطبيقات قادرة على تحقيق نجاحات مؤكدة في الكشف عن تلك الإمكانيات.

وقد تكون الدورات التدريبية والمناهج الدرسية التي تقيمها كلية الدفاع الوطني أحد أهم الوسائل القادرة على تحقيق هذا الهدف والاستفادة منه في تحسين الأداء التنموي بصورة عامة...‏

إذ تركز الدراسات والبحوث على قضايا في غاية الدقة في جميع مناحي الإدارة وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والخدمية والثقافية والفنية وغيرها وتتداخل تجارب الدارسين والباحثين فيما بينها بما يؤدي إلى ظهور مقدرات كامنة لدى بعض المشاركين تفوق كثيرا ما يظهر على السطح من إمكانيات ومعارف ومهارات ذاتية, وذلك بما يخالف القيم التقييمية والمعايير المطبقة..‏

كما تظهر التباينات بين المحاضرين والباحثين أنفسهم-سواء كانوا سوريين أم عربا أم أجانب-تم الطلب إليهم تقديم محاضرات وتجارب بشأن موضوعات محددة.‏

وأقولها بصراحة ان كثيرا من باحثينا ودارسينا لديهم من المعارف والمهارات ما يفوق كثيرا مما يدعيه بعض الخبراء والباحثين الأجانب, والذين غالبا لا يقدمون إضافة معرفية واحدة, ويلجؤون إلى إصدار أحكام بعيدة عن الواقع الوطني, والإداري والمعيشي لمجتمعنا, ويهربون في النهاية بعد افتضاح خوائهم إلى القول المأثور أن أهل مكة أدرى بشعابها, وهم يحتاجون فترة طويلة لمتابعة الواقع فيما إذا كان ثمة رغبة في إيجاد تحليل حقيقي لذلك الواقع..وفي هذه الحال من المؤكد أن أبناءنا أكثر قدرة على متابعة ومعرفة وتحليل واقعنا بما يعني في النهاية وجود إمكانية أفضل لصوغ حلول أكثر تلاؤما واستجابة للمشكلة الموجودة والتي تفرض نفسها كواقع معاش..‏

وبالنتيجة فإننا نمتلك إمكانيات ومقدرات, لكنها مبعثرة في الغالب, وهي تحتاج لعملية إعادة تنظيم وترتيب وفق الأولويات ليتم تجميعها وتأطير أسلوب عملها ضمن سياق ومنهجية محددين بما يخدم الأهداف العامة للخطط التنموية.‏

وبالقدر الذي نكون فيه قادرين على توظيف المقدرات الوطنية, فإننا نكون أكثر قدرة على الارتقاء الحقيقي بمستوى تنفيذ الخطط على اختلاف مستوياتها..‏

ولن تكون النتائج إيجابية إلا إذا ترفعنا عن التأثيرات الذاتية والشخصية, وقدمنا الاعتبارات الموضوعية على غيرها اقتناعا بأن النتائج النهائية ستصب حكما في المصلحة العامة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية