تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بحيرة أم (بؤرة تلوث)

من البعيد
الأثنين 20/10/2008
هيثم يحيى محمد

عندما توجهت نهاية الأسبوع الماضي إلى بحيرة سد الباسل الكائنة على نهر الأبرش في طرطوس للتحقق من شكوى تلقيناها في مكتب الصحيفة من عدة فلاحين في سهل عكار ولم أكن أتوقع أن الوضع البيئي في تلك البحيرة أو في الأراضي التي تروى منها وصل إلى مرحلة من السوء والخطورة فاق كل التوقعات التي عكسناها في زوايا وتحقيقات صحفية سابقة.

فالبحيرة التي تتسع ل /103/ ملايين م3 من المياه والتي أنفقت الدولة على السد الذي شكّلها أكثر من مليار ليرة خلال تسعينيات القرن الماضي وتحولت من نعمة للقرى والمناطق المحيطة بها ولكل من يقصدها للتنزه والاستجمام والسياحة ولكل من يروي أراضيه منها إلى نقمة عليهم وعلى بيئتهم بكل مكوناتها والسبب بكل بساطة من مياه الصرف الصحي الناتجة عن مجارير مدينة صافيتا ومجارير بلديات بيت الشيخ يونس واليازدية وبعمرة والسيسنيّة وقرى عديدة أخرى تصب فيها مباشرة ولدرجة أن نسبة كبيرة من المياه المتجمعة فيها هي مياه قذرة وملوثة وباتت تنشر الروائح الكريهة بكل الاتجاهات و كما باتت تشكل مصدراً خطيراً لتلوث المزروعات التي تروى منها في العشرة آلاف هكتار المنتشرة على امتداد سهل عكار جنوب طرطوس وهذا التلوث قد يؤدي إلى نتائج صحية لا تحمد عقباها في فترات لاحقة وفق ما ذكره لنا الفلاحون أصحاب الشكوى الذين أكدوا أن هذا الواقع لم يعد يحتمل أبداً إذ لا يجوز أن تروى المزروعات بمياه مخلوطة بالصرف الصحي ولا يجوز أن تبقى الجهات المسؤولة غائبة عن المعالجة المطلوبة.إن طرطوس التي تهطل فوق حوضها أمطار غزيرة تقدر كميتها بأكثر من (3) مليارات م3 كل عام تنتظر تشييد سدود جديدة حتى لا تذهب هذه المياه هدراً إلى البحر دون فائدة تذكر, لكنها تنتظر أيضاً ومنذ سنوات إقامة محطات لمعالجة مصبات الصرف الصحي التي تلوث مياهها وبيئتها وبحيرات سدودها (سد الصوراني-سد خليفة-سد الباسل وقريباً سد الدريكيش) فهل ستبقى رهن الانتظار والتلوث وإلى متى?‏

Althawra.tr@mail.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية