تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أجرام وأحذية

البقعة الساخنة
الأربعاء 4-1-2012
خالد الأشهب

يعلم الجميع أن صانع الألعاب السياسية الكبرى في المنطقة العربية والشرق الأوسط هو أولا أميركا , وإن هذه الألعاب إنما تستهدف في المقدمة من أهدافها حفظ المصالح الأميركية في هاتين المنطقتين وأمن إسرائيل ومخططاتها جزء لا يتجزأ من هذه المصالح ,

ويعلم الجميع أيضا أن ثمة أجراما صغيرة تدور في الفلك الأميركي وفق نظام من الجذب والنبذ صممه الأميركيون منذ حلوا محل البريطانيين والفرنسيين هنا في أعقاب الحرب العالمية الثانية , وأن هذه الأجرام لا يلبث أحدها أن يغيب طوعا أو إكراها ويخرج عن الخدمة بانتهاء الصلاحية أو الدور , حتى يحل محله جرم آخر بالدور والوظيفة والأجر نفسه , وتجري عمليات الاستبدال والتغيير الأميركية لهذه الأجرام والتوابع , تماما , كما يبدل الإنسان أحذيته وجواربه بين فترة وأخرى تحت عناوين الاهتراء والرائحة الكريهة المنبعثة منها أو انتهاء الصلاحية !‏

وفي ما تعرضت وتتعرض له سورية من عدوان موصوف سياسيا وإعلاميا .. قابل للتحول في كل لحظة إلى عدوان عسكري مباشر منذ عشرة أشهر ونيف وتحت أكثر من عنوان وذريعة , كان ثمة أجرام دارت ولا تزال تدور في فلك التآمر أو التواطؤ أو الطأطأة بنظام أميركي يسمي لكل منها دورا ووظيفة , بعضها بدأ يغيب لانبعاث الرائحة الكريهة منه , وبعضها يتلاشى نظرا لاهترائه, وبعضها لانتهاء صلاحيته , فيما بعضها الرابع لا يزال يعمل ويستكمل تكليفاته , بدليل أن الناطق الرسمي الأميركي يعد ويتوعد بإبقاء الضغط السياسي والحرب المعلنة على سورية بغض النظر عن نتائج مهمة المراقبين العرب الجارية فيها !!‏

فإذا كان ذلك صحيحا وهو صحيح بالفعل , وإذا كانت الأحذية والجوارب المستخدمة في هذا الجهد الأميركي تفاوتت حتى اليوم بين الاهتراء وانبعاث الروائح الكريهة منها وانتهاء الصلاحية دون أن يؤتي ثماره الموعودة أميركيا وإسرائيليا , فإن من دواعي تفاؤل السوريين, ورغم وطأة الجو الخانق كقطعة رصاص على الصدر كما يقول التركي الرائع ناظم حكمت , أن يواصلوا الإعلان عن أن سورياهم بخير .. وستظل !‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية