|
عن موقع Mondialisation. ca وبذلك يكون أوباما قد سار على خطا سلفه بوش الذي كان قد أصدر مراسيم مشابهة، حيث تم اغتيال نخبة من العلماء الإيرانيين وبخاصة في المجال النووي . بالتأكيد تهدف الإدارة الأميركية من خلال إجراءاتها السرية إلى توسيع جهودها وعملياتها ، بهدف خنق إيران من خلال خلق اضطرابات و حالة من الفوضى على امتداد البلاد، وخاصة عبر دعم جماعات إيرانية معارضة للنظام ، بحيث تمارس أعمالاً إرهابية لزعزعة أمن واستقرار هذا البلد . حقيقة إن التهديدات الأميركية خاصة والغربية والصهيونية عموماً لإيران ليست بالجديدة ، فعلى امتداد أكثر من ثلاثين عاماً يمكن القول إن الخطاب شديد اللهجة بين البلدين كان هو السائد ، وعبر هذه المدة اتخذت الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي إجراءات آحادية ضد طهران كانت تطال وبشكل رئيسي قطاعي الاستثمارات والطاقة ، كما أن مجلس الأمن كان قد فرض أربع دفعات من العقوبات ضد إيران . في الأيام الأخيرة ازداد التصعيد بين طهران و واشنطن ، وتسارعت الأحداث إثر إسقاط إيران لطائرة تجسس أميركية من دون طيار من طراز (R.Q.170) شرق البلاد ، إثر خرقها الأجواء الإيرانية ، وتمكنت من الاستيلاء عليها بعد تعرضها إلى أضرار طفيفة ، حيث تم خداع الطائرة و إجبارها على الهبوط من خلال الدخول بالقرصنة ألكترونياً إلى نقطة ضعف في نظام الملاحة الخاص بالطائرة ، وخداع نظام ( G.B.S)، وبالتالي هبوطها في إيران في المكان المحدد لها دون قطع اتصالاتها مع مركز التحكم العائد للقوات الأميركية . إن خسارة الولايات المتحدة لطائرة تجسس من هذا الطراز المتقدم ، هو انهيار حقيقي للنظام الأمني و الاستخباراتي الأميركي ، وتمكن إيران بالذات من رصد هذه الطائرة ذات التكنولوجيا المتطورة جداً ، ونجاح وحدات الحرب الألكترونية و المضادات الجوية الإيرانية من إخراجها من نطاق سيطرة القوات الأميركية ، إنما هو بمثابة صفعة قوية لواشنطن ، أدت إلى إذلالها أمام العالم . دافيد جور – نائب رئيس معهد LEXIGTON - رأى أن الطائرة (R.Q.170) التي كانت تحلق فوق مدينة كاشمار على بعد 225 كم من الحدود الأفغانية في العمق الإيراني ، مزودة ببرنامج يمكنها من العودة إلى قاعدتها في حال فقد الاتصال معها ، وكانت قد جمعت معلومات عبر الطيران على طول الحدود الأفغانية الإيرانية ، وهي من إنتاج شركة الصناعات الجوية ( lockheed.martin). الولايات المتحدة وعوضاً عن الاعتذار طالبت وبكل صلف باستعادة الطائرة ، وذلك عبر الرئيس أوباما ، فردّت إيران أنها لن تتهاون أبداً في الدفاع عن مجالها الجوي ، و أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد ، واتخاذ إجراءات ردع على انتهاك حرمة الأجواء الإيرانية ، وطالبت الولايات المتحدة باحترام القوانين الدولية ، وتحمّل مسؤولياتها والرد على هذه القضية . هنا لم يكن أمام واشنطن إلا تحريك حاملة الطائرات (جورج واشنطن ) و مدمّرتين مرافقتين ، وكذلك سفينة إمداد وتموين عبر قناة السويس ، في محاولة استعراض واضح للقوة ، وهذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز عن نية البنتاغون زيادة عدد القوات الأميركية المقاتلة في كافة دول الخليج ، وتوزيعها مجدداً في مواقع مقابلة للأراضي الإيرانية ، بحيث تكون على أهبة الاستعداد لضرب أي هدف محتمل .كذلك كشفت الصحيفة عرض الولايات المتحدة على دولة الإمارات العربية بيعها صفقة أسلحة تشمل 4600 قنبلة ذكية ، و أنظمة أسلحة أخرى لتوسيع القدرات الحالية لهذه الدولة . لقد عمدت الولايات المتحدة وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً ( منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران )إلى اتباع سياسة الترويع ، وتهويل الخطر الإيراني لدول الخليج حسب الزعم الأميركي ، ودأبت دائماً واشنطن إلى تحذير حلفائها الأثرياء العرب من النفوذ الإيراني في المنطقة ، وخاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني ، وكذلك فبركة حادثة اغتيال السفير السعودي في واشنطن . أما ما يتعلق بالتجسس عبر عملاء إيرانيين و أجانب يعملون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ، ووكالات استخبارات غربية أخرى ، فهذا كثير و غالباً ما تعلن السلطات الإيرانية عن إلقاء القبض على عملاء كما في حالة الجاسوس الإيراني الذي تلقّى تدريبات استخباراتية معقدة ، لكن المختصين تعقبوه و أحبطوا محاولته ، وكذلك اتهام 15 أميركياً و صهيونياً واحداً بالتجسس ضد إيران في الفترة الأخيرة. ترى إيران أن واشنطن و تل أبيب تقفان وراء أي تهديد لإيران ، هذا في الوقت الذي أكد إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي أن كلا الحليفين مصممان على منع إيران من امتلاك السلاح النووي ، و لو كان ذلك عبر ضربة عسكرية لمنشآتها ، وكانت إسرائيل قد أقامت قيادة جديدة لتوسيع العمليات المشتركة إلى عمق استراتيجي وفق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتر .كما أن الرئيس أوباما هدد بفرض حظر على تصدير النفط الإيراني ، فردّت طهران أن إجراء كهذا سيجبر إيران على إغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره أربعون بالمائة من إمدادات النفط العالمية ، واستعداداً لذلك باشرت قواتها مناورات ( الولاية 90) في المنطقة ، حيث رصدت القوات الإيرانية حاملة طائرات أمريكية في عمق منطقة المناورات ،و التقطت لها صوراً . بعد فشل أعداء إيران عبر ثلاثة عقود من الحرب : الحرب الباردة أولاً ، والعقوبات الاقتصادية بعد ذلك ، وكذلك الغزو الثقافي والضغوط السياسية ، هل سيكون الخيار العسكري الخيار الأخير؟. بقلم:دانييل فانهوف |
|