|
شهداء وفي حضرة الشهادة تستنهض ذاكرة التاريخ لتروي لنا ملاحم البطولة والفداء التي سطرها شهداؤنا العظام عبر تاريخ سورية النضالي فهم القديسون وهم الخالدون والساكنون أبداً في القلوب والذاكرة وهم الأحياء عند ربهم يرزقون. أهل الشهيد غيث الجغامي: الشهادة عز وفخار
تل اللوز تلك القرية المتربعة على سفح جبل شامخ شموخ هذا الوطن ، وفي موقفها العام احتشد الآلاف من أبناء محافظة السويداء ليترقبوا من ذلك المكان المرتفع وصول ذلك الموكب المهيب ليلوح في الأفق جثمان الشهيد البطل غيث عصام الجغامي محمولاً على الأكف وملفوفاً بعلم الوطن علم العزة والكرامة والشموخ، حينها فرح الأرض كان مزدوجاً حيث تساقط الثلج وأكسبها حلة بيضاء بياض ونقاء وصفاء قاطنيها وفرح الشهادة عندما لبى ابنها البار الشهيد غيث دعوة الوطن كما لبى المطر نداء الأرض العطشى. السيد عصام الجغامي والد الشهيد غيث بدأ حديثه بالقول إن الوطن غال وهو اليوم أحوج مايكون لتضحيات أبنائه من أجل أن يبقى مصاناً موفور الكرامة. ولقد تلقيت نبأ استشهاد ابني بالفخر والاعتزاز ونحن نؤمن بأن الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم والشهادة عز وفخار، والشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر والشهيد كان باراً بوالديه محباً لاشقائه مؤمناً تقياً شجاعاً ومقداماً ومثالاً يحتذى بالأخلاق والصفات الحميدة. وكان يقول دائماً إن الوطن هو الأغلى من كل شيء ويرخص في سبيله كل شيء فكان له ما أراد ونال شرف الشهادة وكان كلما غادر المنزل إلى مكان عمله يقبل يدّي ويطلب الدعاء والرضا رحمه الله ورحم جميع شهداء الوطن وجعل مثواهم الجنة، والدة الشهيد السيدة الفاضلة إيمان عبد الباقي قالت والدمعة تملأ عينيها ابني حبيبي ومهجتي وروحي حرمتني منه يد الغدر والاثم والعدوان وقبل استشهاده بيوم اتصل بي وسألني عن والده وعن دراسة أخيه الصغير أيوب وكان كتوماً لايفصح عن شيء ويقول لي دائماً أنا بخير وفي نفس اليوم اتصل بجميع أفراد العائلة وأصدقائه وخالاته وروى لنا أحد رفاقه إن غيث قدم له هدية تذكارية طالباً منه أن يحافظ عليها ويتذكره باستمرار كما قام بتكبير صورة له وكتب في أسفلها الله محيي الجيش وأرسل بصورة ثانية وطلب من خالته أن تكبرها وعندما سألته لماذا ذلك ياغيث فقال لها حتى تتذكريني باستمرار وأخبرتني ابنة عمه نسرين أن حديثاً دار بينها وبين الشهيد غيث قال لها: أتمنى إذا كتبت لي الشهادة أن تتم الصلاة عليّ في الجامع الأموي وكان له ماأراد فنال شرف الشهادة فداء للوطن وعزة الوطن وصلي على جثمانه الطاهر مع رفاقه الشهداء في الجامع الأموي الكبير. وأضافت والدة الشهيد قائلة: يا أمهات الشهداء أن فقد الأبناء صعب لكن المؤمن يتقبل ذلك لأن الموت حق وهذه مشيئة الخالق..! ارفعن رؤوسكن عالياً وافخرن باستشهاد أبنائنا لأن الشهداء لايموتون فهم مكرمون عند الله عزوجل بأن جعلهم أحياء عند ربهم يرزقون ورسالتي إلى هؤلاء المجرمين والمتآمرين على وطنهم وشعبهم وأبناء بلدهم أقول لهم: إن أفعالكم الشنيعة وجرائمكم الدنيئة سيحاسبكم الله عليها والله يمهل ولايهمل فالشهداء مثواهم الجنة وأنتم مصيركم معروف فهو جهنم وبئس المصير. ربيع الجغامي شقيق الشهيد قال: اتصلت بالشهيد قبل استشهاده بأربعة أيام من قطر وسألته عن أحواله وطمأنني عنه وعن أخوتي ووالدي ووالدتي وبعد ذلك تلقيت نبأ استشهاده فحزنت على فراقه ولكن عزائي أنه سجل اسمه في سجل الخالدين بنيله هذا الشرف العظيم، شرف الشهادة من أجل تراب وعزة وسيادة سورية ونحن كلنا على استعداد أن نقدم أرواحنا رخيصة ونكون مشاريع شهادة عندما ينادينا الوطن.تميم الجغامي شقيق الشهيد قال: أيضاً لقد كان غيث أخاً عطوفاً كريماً وشجاعاً وشهماً شرفنا باستشهاده واستشهاده وسام نضعه على صدورنا. الطفل أيوب قال وببراءة الطفولة أخي الشهيد يحب الله والوطن والاستشهاد من أجله كنت مدللاً بالنسبة له لم يرفض لي طلباً في يوم من الأيام وكان يشجعني على الدراسة باستمرار. والشهيد غيث الجغامي من مواليد قرية تل اللوز عام 1989 عازب وله ثلاثة أشقاء نال شرف الشهادة بتاريخ 23/12/2011. |
|