|
فضائيات فيجيبه الآذن: إنه يعيش هو وزوجته وحماته وأولاده السبعة في غرفة, فيرد عليه عادل إمام: أنتم سيبين الشقة كلتها وساكنين بغرفة واحدة!؟, فيرد الآذن: ما هي الشقة, غرفة واحدة!!. استديو الأخبار في الفضائيات السورية, يشبه شقة الآذن, ضيق وصغير ومحشور وحتى عندما تظهر مقدمة الأخبار في الفضائية الإخبارية واقفة على حيلها وخلفها كادر العمل, في محاولة لكسر النمط في غيرها من استوديوهات نشرات الأخبار لدينا, ولكن بسرعة الخبر العاجل تتذكر غرفة معيشة الآذن في المسرحية سالفة الذكر, ضيقة وصغيرة لا تريحك ولا تشعرك بأهمية هذا الاستديو وقد يقول قائل وما أكثر القائلين هذه الأيام: طرحك مرده لسياسة الإعلام الفقاعي – من فقاعة- والمصاب بداء الاستعراض, فهل نحن في حفلة أو مهرجان, المهم أن يكون الخبر يملك مقوماته والباقي من النوافل!؟, لن أماحك هذا القائل وأقول له: إذاً قدم النشرة الإخبارية صوتاً لا صورة, فللصورة حساباتها و لمساحتها بالأبعاد الثلاثية سطوتها على المتلقي ولحجمها ما ينوب عن منطق وحقيقة وسأحابيك وأقول: إن الخبر لا يحتاج أكثر من مقدم لا تتحرك غير شفتيه لكن عندما تستضيف النشرة محللاً أو أكثر وتبقى في ذات الاستديو بضيقه حتى لتشعر أنه يضغط على نفسك ماذا تقول ساعتها أيها المماحك؟!. لحد ما استطاعت قناة الدنيا, أن تجعل من الصالون في شقة الآذن الاستديو خاصتها, حيث المساحة وحرية الكاميرا والبعد التأويلي السلطوي للاستديو يمارس فعله في المتلقي وهذا ما لحظه علماء الإعلام, فدرسوا الخلفية التي تكون وراء المذيع والطاولة التي يسند عليها مرفقيه والثياب التي يلبسها وإلى ما ذلك والذي ليس له علاقة بصلب الخبر لعلمهم أن المتلقي لا يتلقى فقط بأذنه ومن ثم يحلل بعقله بل يتلقى بعينيه وعواطفه ورغباته وكأنه يشاهد عرضاً ما, فلكبر الاستديو منافع ذكرها صاحب كتاب إعلام بن صورة بن عريضة بن طويلة بن عميقة بن مزركشة بن مهيبة بن جريئة إلى الجد المليون بن إبهار ويقال إن الجد الأول إبهار قال: إن استديو علب الكبريت يشعل حرائق صغيرة أما استديو الفيلا يشعل حرائق كبيرة . |
|