|
فضائيات لا نؤيد كل ما يصدر عنه ولا نرفض ذاك الايجابي القادم إلينا وان كان ضئيلاً بالمقارنة مع الكم الهائل من الضخ الإعلامي المتنوع والغريب عن مجتمعاتنا العربية المغلفة بحالة خاصة من السلوكيات والقيم التي يجب الحفاظ عليها وحمايتها من كل العناصر الدخيلة والغريبة عنها . إذاً يجب أن تكون هناك معايير ثابتة يتم الاتفاق عليها،وتتم مراجعتها بصورة مستمرة،للحكم على ما يقدمه البث الفضائي من مواد مختلفة ،وهذه المعايير تعتمد أساسا على هوية المجتمع وتتفق مع المبادئ السائـدة فيه،وتحترم تاريخه،و لغته،ولا تخالف عاداته وتقاليده،وتساعد في تحقيق أهدافه،وما يوافق هذه المعايير يتم قبوله،وما يخالفها يرفض. ما نشاهده اليوم من بث يوجه للأطفال يؤكد لنا أن الشاشة الفضائية يمكنها أن تؤسس لحالة مرضية تصيب فلذات أكبادنا... وباتجاه أخر يمكن أن تساهم في إشباع حاجات الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك من خلال ما تقدمه للطفل من برامج ايجابية تترجم هذه الحاجات والسلوكيات السليمة ،فيمكن إشباع الحاجة إلى الأمن والطمأنينة والحب عن طريق الدراما والحكايات والبرامج التي تؤكد على ضرورة تبادل المحبة بين أفراد الأسرة،وبين الأطفال والآباء، والبعد عن العنف كما تساهم في التأكيد على الحاجة إلى الرعاية الأبوية والتوجيه وتقبل الرأي وتعلم المعايير السلوكية الحضارية عن طريق التوضيح للطفل أن والديه يقدرانه وهما حريصان على رعايته ومحبته والاهتمام به،كما أن الطفل يتعلم أنه بحاجة لوالديه ليتعلم القواعد العامة المنظمة لسلوكه،ويعرف حقوقه وواجباته،والمسموح والممنوع في إطار المجتمع الذي يعيش في كنفه ويشكل الحاضن الكبير له والأرضية المستقبلية والبيئة التفاعلية له في مراحل حياته المقبلة عندما ينضج ويصبح عنصراً فاعلاً في ميادين الحياة المختلفة . من هنا علينا الحرص على تعويم البث الفضائي الايجابي فيما يخص الأطفال وفلترته ليصل نقياً و يساهم في زيادة كم المعرفة لدى براعم المستقبل،وعلينا ألا نغفل الدراسات التي أكدت أن الشاشة الصغيرة استطاعت أن ترفع مستوى المعرفة لديهم طبعاً بما تقدمه من مضمون ايجابي، فالبث الفضائي في عصرنا أصبح سيفاً ذو حدين وعلينا تذكر ذلك دائماً والتأكيد عليه حتى لا يجرح أغلى ما نملك في حاضرنا ومستقبلنا وهم أطفالنا وأملنا في الحياة . |
|