|
فضائيات السيد الراشد وبدلاً من أن يعترف بعدم مهنية فضائيته المزمِن حاول أن يبرر ويسوّغ هذه الخطأ بتعابير جوفاء وذلك بأن قلّل من أهميته معتبراً أن ما يدور على الأرض أكثر أهمية من خطأ واحد، متناسياً أن هذا الخطأ (البسيط) الذي يتحدث عنه مرتبط بسياسات 22 دولة ادّعى هذا الشخص أنه يمثلها، بل وأكثر من ذلك أنه مرتبط بمصير 23 مليون مواطن في بلد ليس كمثله بلد، ولا قبله بلد، ولا بعده بلد.. وهنا أليس من حقنا أن نسأل السيد الراشد هل هو مقتنع بالفعل بأن الأمر متعلق بخطأ واحد فقط؟ أليست القضية متعلقة بسلسلة من الأخطاء المهنية لا تُعرَف لها بداية من نهاية؟ هل نعدد للسيد الراشد الأخبار الكاذبة التي بثّتها محطته منذ تسعة أشهر وحتى الآن؟ ألا تكفي مئات الأخبار الكاذبة التي بثتها فضائيته خلال هذه الفترة كي يقتنع أن الأمر أكثر من خطأ واحد وأنه متعلّق بتوجهات إعلامية مسعورة، همّها الوحيد تخريب الأوطان وتهديمها على مَن فيها؟ المضحك في الموضوع أن السيد الراشد يشير في معرض تبريره لهذا الخطأ أن فضائيته لا تجري حواراً مع أحد إلا بعد التأكد من شخصيته، ممن؟ من هيئة التنسيقيات، وبعد أن (يزكيه) مَن؟ بعد أن يزكيه مجلس استانبول.. هكذا وبكل صفاقة يعترف الراشد أن مصداقية ضيوفه مستمدة من مصادر هلامية تفتقد بحد ذاتها إلى المصداقية، فكيف تمنح المصداقية للآخرين؟ ومن مجالس ما عُرِفت إلا بالكذب العلني والمتاجرة بالدماء وبيعها وشرائها حسب السوق . وبعد أليس من واجب السيد الراشد ومن موقع مسؤوليته كمدير لفضائية إخبارية كبرى أن يتساءل بينه وبين نفسه عن المكاسب التي حققتها فضائيته من خلال تبنيها لحزمة من الأخبار التي ثبت وبالأدلة القاطعة عدم صدقيتها، ألم يقتنع السيد الراشد أن فضائيته لم تجنِ شيئاً خلال هذه الفترة سوى المزيد من خسارة رصيدها عند الشرفاء من أبناء العالم العربي؟ وبكلمات أخرى هل حققت هذه الفضائية مكسباً واحداً من خلال وقوعها المستمر في حبائل الأشباح المتخفين وراء ألف ستار وستار والذين يؤلفون الأخبار من وراء أجهزة الكومبيوتر في أسوأ شكل من أشكال استخدام التقدم التقني والعلمي الذي كرّسه الآخرون لخدمة الأغراض العلمية وخدمة الإنسان بينما كرّسناه نحن في المزيد من الأذى والخراب؟ ألم يصل السيد الراشد بعد إلى مرحلة يعيد النظر فيها بكل سياسة فضائيته القائمة على إيقاع النفس في الفخ تلو الآخر دون حساب لما قد ينتج عن ذلك من مآسٍ تصيب شعباً بكامله في مقتل؟ إذا كان عبد الرحمن الراشد صادقاً في اعتذاره فليعتذر -فقط ونحن سنقبل ذلك- من ذوي الضحايا الـ 44 الذين سقطوا صبيحة الجمعة قبل الماضي والتي استضافت قناته كائنات حاولت أن تنف وقوع المجزرة ووصفتها بالمسرحية الكاذبة غير عابئة بصرخات الثكالى وبأحلام من رحلوا في هذه الحادثة الإجرامية.. ولكن إذا كانت أرواح السوريين لا تعني بعض أبناء الوطن ممّن يصرون على تغييب عقولهم وضمائرهم فكيف ستعني السيد الراشد وفضائيته؟ اعتذار السيد الراشد ليس في محله بالتأكيد ولا قيمة له لأنه مغلّف بكبرياء أنه ضحية أحابيل وأكاذيب زمرة من الملوّثة عقولهم وقلوبهم بحقد أسود على بلادهم لم يعرف التاريخ البشري نظيراً له، بل وتمعن هذه الكبرياء في رسم المصير المظلم للبلاد العربية بلداً بعد آخر ضمن طقس دموي لن يضع حداً له إلا إرادة الشرفاء من أبناء الشعوب المكتوية بنار هذه الفضائيات وأفّاقيها . |
|