|
رؤية هل تذكرون (هايدي) طفلة المراعي التي عشقناها عبر فيلم كرتون, وتسابقنا لمتابعتها قبل الصغار؟! لماذا لم تعد أفلام الكرتون بهذه البساطة والجمال... لماذا انتشرت أفلام تمجد العنف والقوة... تعتمد الآليين والقتل؟! لعل طلائع تلك المرحلة بدأت مع (غريندايزر, أو مع جونكر, أو....) فأزيحت فتيات مثل (سالي), وفتيان مثل (ريمي), وهكذا تم القصف الفكري التمهيدي لقبول العنف والقوة في عقول الأطفال الذين صاروا شباب اليوم ويملكون الطاقة الأكبر في تحريك المشهد المستقبلي لأي بلد. لم تكن جوهانا سبيري ( 1827 - 1901) كاتبة قصة (هايدي) لتدرك كم ستعمر طفلتها تلك وكم ستمنحها من الخلود, لتتوجها بين أفضل من كتب للأطفال في العالم منذ القرن 19 وحتى اليوم (خلال عامي - 1974, 1975 – زار سويسرا ملايين اليابانيين ليشاهدوا كوخ هايدي في جبال الألب)! لماذا لم يستطع واحد من كتابنا أن ينتج لنا طفلاً أو طفلة من حياتنا المعاصرة تعلم أطفالنا الحب والصدق والسلام كأفضل صفات للإنسان- طبعاً دون دروس ومواعظ- ؟ بالطبع الأمر لا يقف عند الكاتب فقط, بل يتعداه إلى المؤسسة الثقافية والتربوية التي ينبغي لها أن تعمل مع باحثين واختصاصيين على مدار الساعة لتبني أرضية فكرية وسلوكية لأطفال اليوم وشباب الغد قادة القادم؟! تقصيرنا الكبير والخطير لن تحله نظرية المؤامرة والغزو الثقافي.. ولهذا لن ترحمنا أجيال مشبعة بالفكر العنفي بدأت تعلن عن نفسها! |
|