تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دم وحبر.. ووطن

من داخل الهامش
الأربعاء 4-1-2012
ديب علي حسن

لأنه الوطن، لأنها سورية، لأننا شعب يعشق الحياة، يأبى الذل والهوان، لأننا سوريون مددنا يد العطاء إلى كل حدود العالم.. لأننا البلسم الذي داوى جراح الآخرين لأن راسيات الشام تضطرب حين تتألم ربوع اليمن أو نجد أو جبال الأوراس وأرز لبنان، لأن الشام بصمة الخالق على الأرض ما اعتادت أن تكون إلا نقية عذبة، سلسبيل، لأننا كل التاريخ المكتوب وغير المكتوب..

لأن سورية أم العالم..‏

كل الحقائق منها انطلقت وكل شيء على أرضها مختلف جداً.. لأنها سورية لم ولن يبخل أحد من أبنائها بالعطاء من أجلها أياً كان العطاء.. الدم والروح.. المال والبنون..‏

عروس المجد هي، كبرياء العروبة هي، ضمير العالم هي مفتاح الحل والربط هي.. سورية الحزينة الآن لحين من الزمن لن يطول، هي العين والقلب وملء السمع والبصر..‏

قوافل شهداء كل يوم، نودع قافلة لنزغرد للأخرى ونحن على يقين أن قوافل شهدائنا تزهر وعداً، وتبني وطناً.‏

قوافلنا منذ قرن لم تتوقف أبداً، يزداد العدد حيناً، ويقل أحياناً لكن الشهادة مستمرة.. قوافل السادس من أيار إلى أيام الاحتلال الفرنسي إلى اليوم.. دمّ وحبر سوريان يعطران تاريخ العرب..‏

لنفتح صفحات التاريخ العربي ولنبحث عن الدم والحبر السوري فسنجد أنهما في كل زاوية، كل شبر عربي.. فكيف بأرضنا سورية ماقيل في العطاء السوري شهادة ونبلاً ومواقف مجسداً بدمشق يملأ آلاف الصفحات.. ومايقال اليوم وسيقال غداً يتضاعف عشرات المرات..‏

سورية الوعد والغد جراحها كبرياء، جراحها نقاء ثلج حرمون جسد واحد أينما مُسّ تتداعى له أطرافه بالألم..‏

في سورية الجرح يؤلم الجميع، يحزنهم، لاجراح فردية أبداً، والعطاء من الجميع.‏

حبر أريق من أجلها عطر بالدم، فما أنبل العطاء!!.‏

حبر شكري أبو البرغل الزميل الذي تعانق حبره ودمه، سال من أجل الوطن نعم الوطن من شرقه إلى غربه من شماله إلى جنوبه من أجل كل ذرة تراب، ونسمة هواء... دمه، حبره، شهادته حلقة من حلقات العطاء.. تؤلمنا الجراح يؤلمنا الرحيل الفاجع، لكنه الوطن، ولأننا السوريون نغير كل المقولات، ونغير كل الخرائط ونكتب التاريخ بلون العطاء، لأننا أسرة واحدة جسد واحد، آلمنا رحيلك وعطّرنا حبرك، ونقدس طهر شهادتك..‏

فالدم والحبر فجر جديد، يرسمه كل سوري ولن يبخل بشيء من أجله.‏

d hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية