تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوطن.. لوحة متكاملـة الأبعــاد

فنون
الأربعاء 4-1-2012
غصون سليمان

اتكأت الأحلام على وسادة ومسند الحياة الواسع عبر البساط الممتد في كل الاتجاهات وفرشت روزنامة الفن صفحاتها وأقلامها لتدون بحبرها الخاص عبر سطورها حكاية وقصة ورواية وصورة خطوطها تمنح كل التعابير أكانت بالأقلام المائية أم الخشبية كي ترسم في الإحساس الخاص إطاراً للوحة مختلفة متميزة عن كل اللوحات

لأن اللوحة المراد رسمها فعلاً قد احتاجت وتحتاج إلى ملايين الأيدي وإبداع الآلاف من المفكرين والمصممين والكتاب والملحنيين كيف لا وأن المعني بعالم هذه اللوحة قد اختار لاسمها حروفاً مشتقة من كل اللغات حيث جمعتها في سيمفونية رائعة اسمها سورية؟؟!.‏

وهل هناك أجمل من هذه السورية التي أهدت للعالم القادة والسادة والربان والمهندسين وقبلها أهدت روح أبجديتها المعرفية إلى أبنائها من كل الجنسيات في عالم مترامي الأطراف.‏

فكم هي جميلة لوحة زنوبيا تدمر وكم هي عظيمة قيادة جوليا دومنا وكم هو مرهف الإحساس والذوق أبولو الدمشقي ولن ننسى فيليب العربي الذي خرج من جنوب سورية وغيرهم وغيرهم..؟‏

وإذا ما اخترنا اليوم شيئاً ما من جزئيات اللوحة السورية وهي تودع من خلال مساحتها الكبيرة عاماً وتستقبل الآخر فلاشك إن عناصر الصورة والمشهد تتزاحم لتنبئنا بما حل ببعض أطرافها، زواياها، تفاصيلها، تداعياتها مما أوضح المشهد الأبرز والأجدر والأقدر بمعنى كيف صنع الشعب العربي السوري لوحته الجميلة الخاصة به حيث زحفت الألوان الفاسدة تسللاً ومواربة كي تمحوا بعضاً من الأصالة إن استطاعت ذلك لكن جواب الإطار العام للوحة تجسد بعبارة هيهات .. هيهات هل هناك من لون يضاهي لون الدم السوري الطاهر الذي نزف على أرض ماعرفت يوماً إلا الكرامة ولا أخصبت يوماً إلا الخير ولا أنبتت إلا البذار الجيدة ولا جنت إلا الثمار الصالحة ولانبالغ الوصف هنا طالما أغنية الوطن والحب والجمال أرضت الذوق الوطني وألهبت الحناجر وأطلقت الإبداع للأصابع كي تعزف على الأوتار سلما موسيقيا يغني تراث الذاكرة بصورة فنية، ولا أجمل مما حققته عن سورية التي رفضت بكل مبدعيها كل حسب موقعه وعمله وفعله إلا أن ترضى وتقبل بلوحة وطن متكاملة السمات والأبعاد وهذه جائزة سورية والسوريين بفضل عشقهم لترابهم وسمائهم ودمائهم وكرامتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية