تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الامتحان النصفي وجزاء من جنس العمل

مجتــمـــــع
الأربعاء 4-1-2012
سوسن صالح عيسى

يطل العام الجديد كعادته ليلوح للتلاميذ والطلاب بامتحان نصفي،وكثيراً ما يكشف هذا الامتحان المستوى الدراسي لهؤلاء الطلاب، هل حضرتم جيداً للامتحان؟

هل تشعرون بالقلق والخوف لمجرد سماع هذه الكلمة أو النطق بها؟ الحقيقة هو سؤال يوجه للأهل الذين يضعون أنفسهم في دائرة الخوف والقلق عند اقتراب موعد الامتحان.‏

ما يدفعهم إلى التفاني في تقديم المعونة والخدمات التي يحتاج إليها أبناؤهم في هذا الظرف.‏

فتفوق الأبناء هو الثمرة التي ينشدها الوالدان ويتمنيانها بل يحلمان بها منذ بداية العام الدراسي.‏

ويتلذذان بها عند القطاف أكثر ألف مرة مما يشعر به هذا الابن المتفوق ويشير بعض الدارسين إلى أن كثيراًمن الأهل يعتقدون أن الأبناء قادرون على الانجاز في كل الظروف فيمارسون ضغطاً عليهم ويطالبونهم بساعات طويلة من الدراسة حتى لو كانوا من المتفوقين ذلك بهدف الارتقاء بتحصيلهم العلمي وجمعهم معدل درجات أعلى ، وبعضهم يقوم بمقارنة أداء ابنه بهذا وذاك من أقرانه ممن هم في صفه أو بمثل سنه من الأقارب والأصحاب.‏

متجاهلين بأن هناك تبايناً بين الأفراد من حيث الذكاء والإبداع والموهبة وحتى الميول أو الرغبة وهذا يسهم بشكل كبير في عملية التفوق، ما يجعل الابن خجلاً من أدائه ويقلل من ثقته بنفسه مهما بذل من مجهود ونراه ينشغل عن طموحاته واستمتاعه بعملية التعلم بإرضاء والديه ونيل استحسانهم، لذا يذهب بعض المرشدين الاجتماعيين إلى أن الأهل يجب أن يعوا مقدرة أبنائهم العقلية ويتفهموها جيداً منذ البداية، فلا يطالبوهم إلا بقدر استطاعتهم من العمل ولا يرسموا في أذهانهم صورة خيالية لهذا الابن في عالم التفوق ويتصرفوا على أساسها فيصابوا بخيبات الأمل عند ظهور النتائج حيث سرعان ما تنطفئ شعلة الفرح وتنهار أبراج الزهو ويجد الأهل أنفسهم أمام واقع سيئ بالنسبة لهم حتى ولو كان تحصيل أبنائهم يصنف في مرتبة الجيد.‏

فالأفراد المتفوقون يمتلكون قدرات متميزة تجعلهم مختلفين اختلافاً جوهرياً عن أقرانهم العاديين فهم يتصفون بسرعة التعلم إذ يتعلمون الرموز والمفاهيم التجريدية والعلاقات المعقدة بين المفاهيم ولديهم القدرة على التعميم بسرعةاستناداً إلى خبرات قليلة ومن خصائصهم أيضاً؟ الميول العلمية، والقراءة قبل الدخول للمدرسة والاستمتاع بالتعلم والقدرات اللغوية الجيدة..والتخيل وإدراك صحيح للمواقف والأحداث الاجتماعية والطبيعية.‏

كيف يساعد الأهل أبناءهم أيام الامتحان؟‏

يركز الباحثون على دور الأهل في التحصيل العلمي لأبنائهم الذي يتمثل بتوفير أساليب التركيز الجيدة داخل المنزل عند الدراسة والابتعاد بهم عن مصادر الفوضى والضجيج.‏

- تشجيع الأبناء وتعزيز أدائهم وملاحظتهم والاستماع إليهم والإجابة على أسئلتهم لزرع الطمأنينة في نفوسهم وشعورهم بالرضا والاستقرار.‏

- تنفيذ برامج دراسية مرنة بحيث يسمح لهم بتنفيذ نشاطات محببة وهوايات مرحة.‏

- منحهم فرصة للعمل بشكل مستقل واختيار الأنشطة الذاتية وتنظيم أنفسهم بأنفسهم.‏

أختم بتمنياتي لجميع التلاميذ بالتفوق ولجميع الأهل بقطف ثمرات هذا التفوق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية