|
دراسات وقد أصدرت القيادة القومية هذه الدراسة حول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إسهاماً منها في إلقاء الضوء على أحد أهم عناصر القضية الفلسطينية, فقد حاول العدو الصهيوني أن يجعل من هذا الحق عقبة توضع في وجه أي تسوية محتملة و وجد للأسف تجاوباً من قبل الادارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين كما وجد آذاناً صاغية لدى قلة من الأطراف الفلسطينية التي أرادت أن تصل الى أي تسوية بأي ثمن وهو ما حذر منه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي في 9/11/2008 حين قال: علينا أن نكون الطليعة المدافعة عن العروبة التي تختصر كل الأسس التي تشكل في محصلتها الضمانة الأساسية لنا أفراداً ومجتمعات من أجل الوصول للأفضل, وليكون مكاننا اللائق بين الأمم الذي نستحقه عن جدارة نفرضه -مع احترامنا- على الآخرين وليس ذلك المكان الذي يقدم لنا كجائزة ترضية مقابل تنازلات مخزية. ويشير الكتاب في ثناياه الى محاولات اسرائيل طمس حق العودة للاجئين الفلسطينيين والغائه نهائياً من القاموس السياسي وهو الحق الذي كفلته الشرعية الدولية وفقاً للقرار 194 ولكن اسرائيل رفضت تطبيقه وسعت لشطبه على محاور متعددة ,أولها تنظيم مؤتمرات قانونية دولية تهدف الى انكار حق العودة من خلال الغوص في المصطلحات القانونية لتزوير الوقائع والنتائج. كما يرفض العدو إدراج موضوع حق العودة في أي مفاوضات مع الاطراف العربية ويعمل بدلاً من ذلك على إحياء مقولات توطين الفلسطينيين في البلدان العربية التي استقروا فيها, وهو ما كررته كوندوليزا رايس بشكل حرفي بهدف نقل الصراع الفلسطيني مع الصهيونية الى صراع مع الأشقاء العرب في الدول المجاورة للكيان الصهيوني وأخيراً ثمة سيناريوهات أكثر سواداً وإجراماً تفضي الى اقتلاع اللاجئين من البلدان العربية التي استقروا فيها لبنان أو العراق مثلاً وترحيلهم الى كندا أو استراليا أو شمال أوروبا, وهنا يصل التآمر على الشعب الفلسطيني الى قمته ويهدف الى إنهاء المشكلة من خلال اعادة تهجير الفلسطينيين مرة أخرى وطردهم وتشتيتهم واستئصال هويتهم الوطنية والقومية. وفي جميع الحالات يصر الصهاينة على أن حق العودة غير قابل للتطبيق ويطالبون العرب باسم الواقعية السياسية أن يقبلوا التخلي عن هذا الحق. ويستعرض الكتاب عبر فصوله نشوء مشكلة اللاجئين وأماكن تواجدهم ودور الهيئات الدولية في رعايتهم ووضعهم القانوني والحلول المطروحة لمشكلتهم ومشروعات التوطين الاسرائيلية والدولية ,والكتاب يشكل وثيقة هامة تحتاجها مكتباتنا العربية لاغناء القارئ بهذا الجانب الهام في القضية الفلسطينية الذي يعتبر جوهرها. |
|