|
دراسات وهو ما يعتبر خطوة إيجابية تعبر عن رفض الدول العربية لاستمرار الحصار وإغلاق المعابر من الجانب الإسرائيلي وهذه بالطبع مواقف لا تتناسب مع طبيعة الاجرام الصهيوني ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والمأساة الكبيرة التي يعيشها أهل القطاع. لكن في تقديرنا أن الإيجابية الحقيقية التي تحققت في هذا الاتجاه تمثلت في الموقف السوري الرائد حين أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على ضرورة الوقوف على مسافة واحدة مع جميع الفصائل الفلسطينية في جهود الوساطة والمصالحة بين الفلسطينيين رافضا مساعي ومخططات البعض لتحميل حماس وحدها مسؤولية فشل جهود المصالحة الفلسطينية خلال الفترة السابقة. هذا الموقف السوري يؤكد أن القيادة السورية تسعى لحل حقيقي للخلاف الداخلي الفلسطيني على أسس صحيحة لذلك كان من الأجدى حضور ممثل عن حماس أيضا خلال هذا الاجتماع خاصة وأنه مخصص لمناقشة الوضع الداخلي الفلسطيني فكان لابد من حضور الطرفين ليعرض كل منهما موقفه وتوضيح الحقائق صراحة أمام الجميع بدلا من سماع كل طرف على حدة وبالتالي الدوران في حلقة مفرغة وعدم الوصول إلى حل حاسم لهذا الخلاف المرشح لمزيد من التصاعد خصوصا وأن الاستحقاق الرئاسي بات وشيكا ولم يعد أمامه سوى شهر وعشرة أيام تقريبا حيث تنتهي فترة رئاسة السلطة في التاسع من كانون الثاني القادم ولذلك فإن حسم الخلاف الفلسطيني خلال أيام قليلة وعدم التوافق على اختيار الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية سواء تم الاتفاق على استمرار محمود عباس أبو مازن لفترة رئاسية جديدة أو ترشيح قيادة أخرى بديلة فإن هذا الأمر لابد أن ينتهي خلال فترة وجيزة حتى لا يكون هناك فراغ سياسي فلسطيني خصوصا وأن )حكومة سلام فياض( هي حكومة تسيير أعمال وبالتالي استمرارها بعد هذا التاريخ يكون غير دستوري أو شرعي . وإذا كان بيان وزراء الخارجية العرب قد حمل جملة من الخطوات التي يجب تنفيذها, ومنها تشكيل حكومة توافق وطني محددة المهام والمدة, تتيح رفع الحصار عن القطاع, وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية ووطنية, فإن هذا الأمر لايمكن أن يتم دون حدوث توافق فلسطيني حقيقي, وبحضور طرفي النزاع على طاولة واحدة, ليس أمام الراعي المصري لعملية المصالحة وحده, وهي مصر في الوقت الراهن, بل كان من الأجدى أن يتم ذلك أمام المؤتمر الوزاري العربي, ليعرف الجميع حقيقة ما حدث ويحدث, وبالتالي الحكم على الأحداث بطريقة واقعية وصحيحة, بدلا من سماع وجهة نظر واحدة, سواء في الاجتماع الوزاري أو خلال مفاوضات المصالحة التي تقودها مصر . ومن هنا جاء الموقف السوري الثابت والساعي لتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية وهو ما عبر عنه المعلم قبل الاجتماع الاخير وخلاله أيضاً, حين طالب جميع الدول العربية بالوقوف على مسافة واحدة من الفصائل, واحترام إرادة الفلسطينيين, وألا نكون طرفاً في حوارهم, بل أن نبارك ما يتوصلون إليه, في إطار الثوابت الوطنية الفلسطينية, وأن الوحدةالوطنية الفلسطينية, هي أساس وضمانة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وقد نجحت سورية بامتياز في إنجاز رؤيتها الثاقبة خلال المؤتمر الوزاري, وامتنع الوزراء العرب عن تحميل حركة حماس مسؤولية إفشال الحوار, حيث أكد الموقف السوري الرائد ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من كل الفصائل, واحترام إرادة الفلسطينيين , و التي انتصر ت في النهاية وبامتياز, لتقدم الدبلوماسية السورية درسا جديداً في ضرورة الحيادية العربية في القضية الفلسطينية , وغيرها من المواقف العربية الأخرى. كاتب وصحفي مصري |
|