تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سباق نشر الصواريخ.. إلى الصدارة من جديد

نيويورك تايمز
ترجمة
الأثنين 1/12/ 2008 م
ترجمة : حكمت فاكه

لم تكن العلاقات على مايرام بين البولنديين وإدارة بوش الحالية, ومع هذا نجحت وارسو بإبرام اتفاقية مثيرة للجدل تقضي بنشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في بولندا,

وقد حسم أمر الاتفاقية بعد أحداث جورجيا في آب الماضي, وهو توقيت أثار شكوك الكرملين حول النوايا الأميركية, وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين قد صرحا سابقاً بأن الطائرات الأميركية السريعة والاعتراضية وشبكات الرادار الموجودة في بولندا وجمهورية التشيك ليست لوقف الصواريخ من الشرق الأوسط, بل لنسف الأمن القومي الروسي.‏

وأثناء خطابه للأمة, أي بعد عدة ساعات من إعلان فوز باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأميركية, هدد ميدفيديف بنشر صواريخ تكتيكية قصيرة المدى عالية الدقة في غاليننغراد وهو جيب روسي يقع بين ليتوانيا وبولندا العضوين في حلف الناتو , وقد أثار هذا التهديد غضب الإدارة الأميركية, ما جعل وزير الدفاع الأمريكي يصفه بأنه استفزازي وغير ضروري, لكن الرئيس الروسي ميدفيديف أعلن أن بلاده قد تلغي قرار نشر الصواريخ إذا ألغى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما خطط نشر الدرع الصاروخية.‏

وفي هذا الإطار أكد دينيس ماكدونو مستشار أوباما للشؤون الخارجية, أن موقف أوباما هو كما كان أثناء حملته الانتخابية والذي يؤيد نشر أنظمة صواريخ دفاعية عندما تثبت التكنولوجيا أنها عملية, لكن فريق أوباما لاينظر فقط بشكل جدي على تكلفة وفعالية مشروع الدرع الصاروخية missiel shield project وأكثر من ذلك قال أوباما سابقاً:إنه حان الوقت لإرسال رسالة واضحة بأن أمريكا تريد عالماً خالياً من الأسلحة النووية, ويوجد أيضاً إجماع متزايد في واشنطن من سياسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي تؤيد إحياء محادثات نزع الأسلحة.‏

حتى المرشح الجمهوري المهزوم جون ماكين قال: إنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقود مساعي عالمية لنزع الأسلحة النووية .‏

ومعروف أن لدى كل من أمريكا وروسيا أكثر من عشرة آلاف رأس نووي, فخلال الحرب الباردة أكد الروس أكثر من الأمريكيين على نزع الأسلحة النووية, لكن اليوم, لأن أمريكا متقدمة على روسيا بالأسلحة التقليدية, فإن الأخيرة تريد أن تكون لها ترسانتها النووية للتعويض عن عدم التوازن هذا, وعلى مايبدو فإن روسيا على استعداد لدفع ثمن غال تجاه سياستها هذه, وقد تأكد ذلك من خلال حديث ميدفيديف لوسائل الإعلام وتأكيده بأن موسكو لا يوجد أمامها خيار سوى الرد على خطط الولايات المتحدة بوضع شبكة من الصواريخ وأنظمة الرادار بالقرب من حدود روسيا, وأضاف قائلاً: نحن على استعداد للتخلي عن قرار نشر صواريخ اسكندر التكتيكية في كاليننغراد إذا قررت الإدارة الأمركية الجديدة وبعد تحليل الفائدة الحقيقية من نشر نظام للرد على الدول المارقة التخلي عن النظام المضاد للصواريخ.‏

وفي الوقت نفسه, أمل ميدفيديف بإقامة علاقات تعاون مع الإدارة الجديدة في أمريكا مشدداً على أن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي ولاتوجد هناك مأساة ويمكننا التفاهم دائماً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية