تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل يمكن التخلي عن دبلوماسية الكاوبوي?

هيرالد تريبيون
ترجمة
الأثنين 1/12/ 2008 م
ترجمة: خديجة القصاب

يفيد استطلاع للرأي طال 109 مؤرخين أميركيين أن نسبة 61% منهم تجمع على أن جورج بوش الابن أسوأ رئيس أميركي عرفه تاريخ الولايات المتحدة في حين تصنفه استبيانات أخرى وعلى الصعيد المذكور في المرتبة الثانية بعد نظيره جيمس بوشنان

واشتهر هذا الأخير بضعف كفاءته وغياب حنكته اللتين دفعتا البلاد إلى آتون حرب أهلية خلال فترة حكمه.‏

واعترف المؤرخون خلال مشاركتهم تلك أن رئاسة بوش فشلت فشلاً ذريعاً وعلى المستويات كافة ووصلت نسبة هؤلاء إلى 98% فرئاسة بوش لم يصيبها الإفلاس نتيجة الفساد الإداري وانتشار الرشاوى في مفاصل الدولة فحسب وإنما كذلك نتيجة سلخه الولايات المتحدة عن جسد المجتمع الدولي ككل, ألم تلقب فترتا ولايته والتي امتدت ثماني سنوات بدبلوماسية الكاوبوي?‏

أما بالنسبة للرئيس المنتخب باراك أوباما والذي سيخلف بوش فيرى الشارع الأميركي أن من أبرز أولوياته إدخال الولايات المتحدة إلى حظيرة المجتمع الدولي مجدداً وهناك طرق ثلاث لتحقيق ذلك يقول)نيكولا كريستوف( المحلل السياسي في الهيرالدتريبيون بهدف استعادة الولايات المتحدة لصداقتها مع عدد من الدول الحليفة لها.‏

أولها: عدم الاكتفاء بإغلاق معتقل غوانتانامو فحسب وإنما تحويله إلى مركز دولي للبحث حول الأمراض الخاصة بالمناطق الاستوائية تلك الأمراض التي تعاني منها الدول الفقيرة على وجه الخصوص على أن يغدو المركز المذكور منطلقاً للأعمال الخيرية المتعددة الأطراف, كذلك المطلوب من حاكم البيت الأبيض الجديد إنشاء لجنة تقصي الحقائق للتحقيق في أعمال التعذيب والانتهاكات التي ارتكبت خلال ما دعته واشنطن الحرب على الإرهاب ويجب أن تشكل تلك اللجنة من هيئة مستشارين غير حزبية يديرها عدد من الجنرالات المتقاعدين وعدد من رجال الاستخبارات الأميركية على غرار برنت سكوكروفت أو كولن باول وستترجم تلك اللجنة مشاعرنا وتوقنا -يضيف كريستوف- للعودة إلى مبادئ وقواعد سلوك العالم المدني المتحضر.‏

ثانياً: أن يصرح الرئيس الجديد أن الولايات المتحدة لم تعد تقارع مشكلاتها بتفجيرها في وجه الآخرين وذلك رغم أهمية العمل العسكري يجب ألايكون هذا العمل خيار الأميركيين الأول خلال مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ,فنحن يكتب المحلل الأميركي بحاجة إلى إعطاء أهمية كبرى للعمل الدبلوماسي مع العلم أن أي توجهات سياسية جديدة تصب في بذل جهود حثيثة لإحلال السلام في الشرق الأوسط ونحن بحاجة كذلك للتعهد بالتفاوض مع الدول التي لا نقيم معها علاقات صداقة أو تعاون, فالسياسة التي اتبعها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون حيال كوريا الشمالية تسببت له بالكثير من المتاعب ودفعت حكومتها للبدء بتخصيب اليورانيوم في مصانعها علماً أن تلك الدولة لم تنتج مواد خاصة بأي سلاح نووي خلال ولاية كلينتون, لكن في عهد بوش اتجهت بيونغ يانغ إلى إنتاج مواد لتصنيع أسلحة نووية وجاءت حصيلة ديبلوماسية كلينتون صفراً بالنسبة لإنتاجها السلاح النووي بينما تم إنتاجها خلال فترة بوش الابن لعدد من الأسلحة النووية قارب الستة.‏

ثالثاً: يقول كريستوف علينا التعاون مع سائر دول العالم أما بالنسبة للمساعي والجهود الإنسانية على صعيد التخطيط الأسري على سبيل المثال فمن الحماقات التي ارتكبها بوش وتمخضت عن غضب حلفاء الولايات المتحدة من سياسة واشنطن تلك رفضه دعم برنامج تخطيط الأسرة وتقديم المساعدات للعائلات المكنوبة نتيجة الحروب, وبالتالي إغاثتها بمساعدة صندوق الأمم المتحدة للتنمية السكانية فغياب دبلوماسية ناشطة في هذا المجال سيؤدي إلى عجز في القضاء على تهديدات التدخل العسكري, ففي أعقاب الحرب العالميةالثانية قادت الولايات المتحدة الجهود الإنسانية المبذولة آنذاك لتأسيس مؤسسات دولية بهدف تحفيز السلام والازدهار في العالم ما أدى إلى ولادة الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أما اليوم ونتيجة للحرب الباردة أصبحنا بحاجة لإعادة تجديد هذه الهيكلية بالنسبة للنصف قرن القادم فعلى الولايات المتحدة أن تمضي قدماً في صياغة اتفاقية مبتكرة خاصة بالتغيير المناخي فعلى سبيل المثال يقع على عاتق الرئيس الأميركي القادم أوباما أن يكون المهندس والمخطط لهذا النظام العالمي الجديد فقد عاشت الولايات المتحدة على امتداد السنوات الثماني الماضية في منفى ضربته حول نفسها نتيجة سياساتها الرعناء سياسات تمخضت عن فشل رئاسة بوش على الأصعدة كافة فهل يقود أوباما الولايات المتحدة إلى حظيرة المجتمع الدولي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية