تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غزة تستصرخ !!

لوموند
ترجمة
الأثنين 1/12/ 2008 م
ترجمة: دلال ابراهيم

في انتهاك صارخ للقانون الدولي أحكمت (إسرائيل) حصارها الجائر المفروض على قطاع غزة, وأنزلت عقوبة جماعية على سكانه البالغ عددهم مليوناً ونصف المليون نسمة,

وقد عجزت هيئات الأمم المتحدة بسبب إغلاق المعابر عن تمرير المساعدات الغذائية إلى القطاع والتي يعيش عليها 750 ألف نسمة وكذلك أوقفت (إسرائيل) توريد مادة الفيول إلى محطة الكهرباء الوحيدة في غزة وأغرقتها في ظلام دامس, وباتت غزة المنهكة, الجائعة, المقطوعة عن العالم على شفير الهاوية.‏

ويبدو أن الأسرة الدولية التي أبدت تجاهلاً وعدم مبالاة حيال معاناة أهالي غزة قد قررت هذه المرة التحرك بعض الشيء ففي الأمم المتحدة والدوائر الحكومية في لندن وباريس وحتى في واشنطن يسود شعور بأن الوضع في الأراضي الفلسطينية بات لا يطاق, ويمكن أن تمتد نار أي انفجار يقع هناك إلى كامل المنطقة, وحذرت اثنتا عشر وكالة تابعة للأمم المتحدة عن حدوث أزمة إنسانية في القطاع ونبه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (إسرائيل) عن انتهاكها للقوانين الإنسانية الدولية وقانون حقوق الإنسان, وتضرب (إسرائيل) عرض الحائط بكافة تلك التحذيرات بل وعلى العكس من ذلك فقد تمادت عقب اجتماع أنابوليس في 27 تشرين الثاني عام 2007 الذي كان يهدف إلى إنعاش عملية السلام وقتلت 514 فلسطينياً وجرحت 2112 منهم (العديد منهم من الأطفال) كما وهدمت 330 منزلاً منهم 95 منزلاً في القدس الشرقية, وسمحت ببناء 2210 وحدات سكنية في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية, بالتوازي مع ذلك زادت السلطات الإسرائيلية من حواجز التفتيش في الضفة العربية ليصبح عددها 630 حاجزاً هذا بالإضافة إلى تعرض الأهالي هناك لشتى أنواع التنكيل والاذلال والاعتداء من قبل المستوطنين والجيش, وكانت سويسرا قد أرسلت تحذيراً إلى (إسرائيل) تتهمها فيه بانتهاك المادة الرابعة من اتفاقية جنيف لعام 1949 التي تنص على واجبات قوى الاحتلال وكذلك أكدت بريطانيا من جهتها رفضها منح استثناءات على الرسوم للمنتجات المصنوعة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.‏

وشرارة الأزمة الحالية في غزة بدأت في الرابع من الشهر المنصرم حينما أقدم جنود إسرائيليون في انتهاك لاتفاقية الهدنة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على دخول غزة لهدم أنفاق تدعي تل أبيب أنها تستخدم لخطف جنودها, وخلال تلك العملية قتل ستة فلسطينيين وخمسة آخرون قتلتهم غارة إسرائيلية في الاسبوع التالي, وردت حماس على ذلك بإطلاق صواريخ على مستعمرة سيديروت والنقب وجرحت إثر ذلك إسرائيلياً جروحاً خفيفة , ومن المقرر أن تنتهي تلك الهدنة في منتصف الشهر القادم ما لم يتم تمديدها وتبدي (إسرائيل) رغبة في تمديدها ولكن حسب شروطها فيما تطالب حماس من أجل تمديدها بفتح المعابر الحدودية بينما إسرائيل تريد أن تطلق يديها في حصار وتجويع غزة أملاً منها بلي ذراع حكومة حماس التي تريد من طرفها أن تشمل الهدنة قطاع غزة, وهذا ما ترفضه (إسرائيل) والتي يبدو أنها لا تأبه البتة إلى الضرر الذي أصاب صورتها ولا تأثير الظلم الذي تلحقه بالفلسطينيين على شبانها, وكذلك الكره والحقد اللذان تثيرهما لدى العالم العربي والإسلامي بشكل عام, وكان دانييل بارونبييم عازف البيانو الإسرائيلي الشهير قد حذر بلاده من أن الكره تتوارثه الأجيال وجرائم (إسرائيل) سيدفع ثمنها في المستقبل.‏

ومن باريس أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن أسفه لأنه وفي قلب الحملة الانتخابية الإسرائيلية الحالية لم يصرح أي رجل سياسة إسرائيلي على ضرورة إثارة قضية توسيع المستوطنات.‏

وكشف الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على محطة سي. إن إن أنه يتعين على الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الذي تعهد بمعالجة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني حال استلامه مهامه في كانون الثاني القادم فهل سيمتلك الشجاعة للإيفاء بوعده?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية