تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موسكو: السلام يجب أن يكون شاملاً

نوفوستي
ترجمة
الأثنين 1/12/ 2008 م
ترجمة: د. ابراهيم زعير

لقد ناقش المشاركون في لقاء منتجع شرم الشيخ وهم وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة كونداليزاريس وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وممثلا الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وبرنار كوشنير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني سبل التسوية في المنطقة وشارك في المباحثات وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط وممثلو الجامعة العربية.

من المعروف أنه سبق لروسيا أن عرضت تنظيم مؤتمر جديد بشأن التسوية في الشرق الأوسط لديها إلا أن ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة ردوا بأنهم لا يجدون ضرورة لمثل هذا المؤتمر لاعتقادهم أنه يمكن دون موسكو تحقيق فكرة جورج بوش الرئيسية التي طرحها في مؤتمر أنابوليس الخاص بالشرق الأوسط في تشرين الثاني عام 2007 والمتمثلة في التوصل حتى نهاية عام 2008 إلى اتفاق يتيح إقامة الدولة الفلسطينية, غير أن هذه الفكرة فشلت, ولذلك لم ترفض أي جهة المقترح الروسي, ولكن لماذا فشل نهج أنابوليس وبالتالي جهود )لجنة الوساطة الرباعية( طوال العام المنصرم?‏

نعتقد أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى الخلافات الحادة بين النخب الحاكمة في فلسطين وكذلك في إسرائيل وبات الهاجس الأساسي لدى الأطراف المتصارعة تحقيق كل منهما الانتصار على خصمه الداخلي لدرجة أن هذا الانتصار أصبح أهم من اعتبارات السلام بين الإسرائيليين والعرب الفلسطينيين.‏

ففي إسرائيل فشلت الرئيسة الجديدة لحزب كاديما تسيبي ليفني تشكيل حكومة ائتلافية ما يفرض إجراء انتخابات برلمانية جديدة من المقرر أن تجري في العاشر من شباط القادم, كما لايزال قادة (حماس) الذين فازوا في الانتخابات البرلمانية في قطاع غزة لا يعتبرون عباس رئيساً شرعياً لفلسطين نظراً لانتهاء فترة صلاحياته حسب رأيهم رغم أن المجلس المركزي الفلسطيني ينتخب عباس رئيساً لفلسطين, فحركة حماس تطالب باستقالة عباس طوعياً الأمر الذي يعارضه عباس نفسه وقيادة حركة (فتح) وقد وعد عباس بعد انتخابه من المجلس المركزي الفلسطيني أنه سيجري انتخابات مبكرة في مطلع العام القادم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين (حماس) و)فتح( وكان اللقاء الذي جرى بين ممثلي فتح وحماس في القاهرة قد فشل حيث كان من المفروض أن تبدأ مفاوضات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية‏

ويأتي فشل آخر لا يقل أهمية بالنسبة لمساعي )لجنة الوساطة الرباعية( للتسوية في الشرق الأوسط على (المسار السوري) فقد ألقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في التاسع من تشرين الثاني الجاري يوم انعقاد اجتماع (الرباعية) خطاباً انتقد فيه بشدة إسرائيل والولايات المتحدة مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام وأن جميع الدعوات المطروحة من جانبها إلى مفاوضات السلام ما هي إلا أسلوب تكتيكي, كما تطرق الرئيس بشار الأسد في خطابه إلى الغارة الأميركية على مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق, وقال إن هذا العدوان يدل على خطورة وجود القوات الأجنبية في العراق داعياً إلى سحب القوات الأميركية من هذا البلد العربي بأسرع وقت, وكان الرئيس السوري يؤكد على الدوام أن تعهد تل أبيب بإعادة مرتفعات الجولان السورية التي احتلت إبان حرب عام 1967 تشكل شرطاً أولياً للحوار المباشر مع إسرائيل وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الموشك على التخلي عن منصبه إيهود أولمرت جاهزاً للتعهد بذلك من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط, إلا أنه اصطدم برفض قطعي من قبل تكتل الأحزاب اليمينية بشخص اليكود المعارض لكاديما وكذلك من جانب حزب (شاس) الديني شريك )كاديما( في الائتلاف في الكنيست ومع ذلك دعت لجنة الوساطة الرباعية إلى إحلال السلام ودعت الفصائل الفلسطينية المتصارعة إلى تجاوز خلافاتها وإسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.‏

وأعرب وزير الخارجية الروسي عن تفاؤله بأن (تفلح) المساعي لحل قضية الوحدة الفلسطينية, وعبر عن قناعته بأنه سيتسنى في مؤتمر موسكو القيام بخطوة إلى الأمام في قضية التسوية الشاملة والتقدم أيضاً على المسار السوري- الإسرائيلي نحو السلام العادل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية