|
آراء للعاشقين شجر انتظار, لكن الانتظار صار سياحياً, فانطفأت على اثر ذلك, قناديل الاخضرار, واستثمرت البطالة الغرامية نباهة العشق, وجعلت جمهور المشتاقين تحت وصاية البؤساء روحياً, وإدارات حصر الاشتياق وتخزين الاماني.. وهل يعقل ان تسجن غابات الدهشة واللهفات لصالح اليباس والمنطفئين يأساً وسوء اشتياق وحنين?! ليس في صالح أحد أن ينقرض العاشقون جيلا بعد جيل وحبا بعد حب وحقل ورود بعد حقل .. البيئة الاجتماعية لايحميها من التلوث سوى العشق النبيل,الذي يحمله عاشق او تحمله عاشقة على كتفي روحها الوصية على الرقة واسئلة البهجة المرجوة والعناق المصحوب بنشوة السر وبروق البدايات الطويلة الامد مهما تفننا بالخراب واليأس والانسجام مع الانحطاط العشقي لايمكننا أن نقول: الحب لايعمر مثله مثل البنفسج و....و... العشق الراقي يقاس عمره باللمحات ورفات الاهداف وكلمات العينين والشفتين والنجوى.. وزلازل العشاق في اصغر قرية واكبر مدينة تقاس بانخفاض منسوب اللهفة او ارتفاعه, ببلاغة حرف نداء العينين وسكنات افعال المباغتة والارتقاء الى اعلى سور الأماني.. النساء العتيقات يذكرن في جلساتهن المرمية على حدود الشقاء: الكون يقوم على الحب والمحبين, فإن هم انتهوا انتهى الكون.. إذا العشاق ركائز الكون.. فهل يسع عمر الزمان ان يطول أو يقصر او يدوم من غير عشاق وعاشقات يركزون ويركزن سقف الوقت والبقاء والآتي.. العاشق ليس ديناصورا او وحيد قرن حتى ينقرض , وبعد ذلك يتحدث علماء البيئة عن محميات العشق ومحاولات استرجاعه واستحضار احواله.. الزواج عرف اجتماعي يجيء في المراحل التالية للحب, واجمل زواج هو الذي يقدم اوراق اعتماده امام الحب.. الحب من جميع الديانات والجنسيات والقبائل.. حضارته شاملة وجمهورياته وتفصيلات وقته تتعدى فصول السنة وخطوط الطول والعرض ومركز شعاع الشمس.. لكل عاشق خط استوائه وقطبه المتحرر من عقلية التجمد والركود.. ولكل عاشقة فصل أمطار وموسيقا غيمات, ويمكنها اعلان حريات زنابقها وشتلات حبقها, متى توفق الى صمام برق عشقها.. يمكننا ان نحيا بكسرة توق, لاتكفي معدة عصفور, ويمكننا ان نبني اجمل الممالك والمدن والقرى بصاعقة حب واحدة.. وعلينا الانتباه ازاء عواصف الاشتياق , خوف ان تتمرد على نواميس الممالك التي بناها المحبون.. اي عاشق لايتقاضى على عشقه وطول انتظاره اكثر من ابتسامة رضى وكلمة اطمئنان.. ويكتفي بهذا المقابل الذي لايرضاه اصغر آذن في هيئة استثمار عصرية, لاتعنى بالحنين وحاجات رقي الانسان.. الحب صغر اوكبر هو حاجة الرقي الاساسية, وهو درس النجاح او الرسوب في مدرسة الوجود الانساني الكبرى والمنتشرة.. معدلات النجاح والتفوق تقاس بدروس وامتحانات اللهفة العاشقة والحب الذي لا يتنفس الصعداء عند الضائقات ونقص منسوب الأشواق المستورة أو المكشوفة .. البطالة الأقسى هي بطالة العشق والاشتياق .. وهي متفشية اليوم نتيجة تزوير أسئلة امتحانات الغرام الأولى . الطلاب , هذه الأيام , يفشلون في العديد من دروس التعبير والفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية والجغرافيا والتاريخ والفلسفة والموسيقا والرسم , لأنهم لم يتعلموا دروس الحب الأساسية فوجدوا أنفسهم يعانون بطالة الحب وفقر حال الأماني .. وتقدموا بطلبات : فقر حب , فهل يوافق على طلباتهم ? |
|