تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا يكذب الأطفال

مجتمع
الأثنين 1/12/ 2008 م
ميسون نيال

أمنية غالية على قلوب جميع الأهل وهي أن تتسم جميع تصرفات أطفالهم بالمثالية والكمال ولكن هناك تصرفات خاطئة تصدر عن بعض الأطفال وتسبب للأهل إحراجاً كبيراً ومعاناة أكبر, عندها فقط يلجأ الأهل للبحث عن عوامل حدوثها وكيفية مواجهتها وسبل التخلص منها ومن تلك المشكلات ظاهرة الكذب.

تقول السيدة عفراء قسطلي: ابني عمره سبع سنوات يلجأ إلى الكذب عندما يشعر أنه كسر فازة غالية الثمن أو أضاع غرضاً قيماً أو حصل على علامة منخفضة في الامتحان.‏

أما السيدة ثناء ماردنلي فتقول: إن عمر ابنتها عشرة أعوام وهي تتخيل أحداثاً كاذبة لا تمت إلى الواقع بأي صلة, فمثلاً تقول: البارحة ذهبت مع زميلاتي في المدرسة إلى قناة الجزيرة للأطفال واجتمعنا بمعدي البرامج وقمنا بالمشاركة بإحدى المسابقات وفزنا على الفريق الآخر وقد أجبت عن معظم الأسئلة فكافؤنا جميعاً بتوزيع بعض الهدايا والألعاب علينا ولكنني فقدت هديتي وأنا في طريقي إلى المنزل لشدة الازدحام وعندما سألت بالمدرسة علمت أن القصة كلها ملفقة ولا أساس لها من الصحة وأخيراً تقول السيدة جمانة عيسى: إن شدة زوجها وقسوته الزائدة على الأولاد تدفعهم في كثير من الأحيان للكذب حيث لا يتناسب حجم العقوبة لأي ذنب مع ما يقترفونه من خطأ والعقوبة دائماً الضرب المبرح لأي سبب مهما كان. ولمناقشة تلك الظاهرة التقينا السيدة جنى عبه جي الاختصاصية الاجتماعية حيث تقول:‏

تعد ظاهرة الكذب من أكثر المشكلات السلوكية التي تقلق الأهل حيث يجدون صعوبة في معالجتها ولكن الطفل غالباً ما يلجأ إلى الكذب كي يحقق مكسباً ما, كشراء لعبة أو الخروج بنزهة فهو يلجأ إلى هذا الأسلوب لعدم تفهم والديه لمتطلباته واحتياجاته وكذلك قد يلجأ إلى الكذب كي ينجو من غضب أو عقاب أو لجذب الانتباه وخاصة عندما يعاني من إهمال الأهل أو بغية التهرب من الواجبات المدرسية أو لأسباب أخرى.‏

وقد يكون الكذب عند بعض الأطفال ناتجاً عن أسباب مرضية حيث يتخيل الطفل أحداثاً ووقائع ليست موجودة على أرض الواقع. وعن دور الأسرة في مواجهة ظاهرة الكذب عند الأطفال تضيف السيدة جنى قائلة:‏

لا بد من الإشارة إلى أهمية العلاقة بين الآباء والأبناء والتي ينبغي أن تتسم بالصدق لأن الطفل يتأثر بوالديه وعلى الوالدين تجاهل اللحظة التي يكذب بها الطفل وإفهامه بعد فترة أن ما ذكره غير الواقع فيعيد الطفل بذلك حساباته ويشعر أن أمر كذبه مكشوف, أما عن طريقة مواجهة مشكلة الكذب فيمكن اللجوء إلى أسلوب حرمان الطفل من أشياء يحبها كأن يحرم من مشاهدة برامج الأطفال أو من الذهاب إلى نزهة ولا ينصح إطلاقاً باللجوء إلى العقاب الجسدي مثل الضرب لأن ذلك قد يتسبب بردة فعل تجعل الطفل متمسكاً بأسلوبه بغية إزعاج والديه.‏

بقي أن نقول: إن الانسان يأتي إلى الحياة ولديه استعداد فطري لأي شيء فتأتي البيئة الاجتماعية لتصقل استعداداته السلبية وتنمي استعداداته الإيجابية كي تنتج بالنهاية فرداً سليماً قادراً على تحمل المسؤوليات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية