تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية ..!!(الدرباشية)

الجولان في القلب
الأثنين 1/12/ 2008 م
اسماعيل جرادات

الذاكرة الجولانية تنطلق اليوم إلى الشمال الجولاني, حيث الارض الطيبة والخصبة, وحيث الهواء الطلق , الذي ينعش القلب, الذي يتوق شوقا لكل حبة تراب من ثرى جولاننا الحبيب الذي جلنا فضاءاته منذ ولادتنا, وحتى مماتنا.

الذاكرة الجولانية تنطلق اليوم إلى الشمال حيث تتقابل بل تتعانق سهول الجولان مع سهول فلسطين لتشكل ارادة واحدة, أرادة العزة والكرامة..‏

اليوم نتحدث عن قرية جميلة من قرى الجولان هي قرية (الدرباشية) هذه القرية الصغيرة التي تقع على خط التماس مع حدود فلسطين المحتلة, وهي على شكل منحدرات مدرجة, تطل على سهل الحولة, ومجرى نهر الاردن (الشريعة), هواؤها منعش, وارضها كما قلنا خصبة خضراء وسماؤها صافية ,هي آية من آيات الابداع الرباني, ترتفع عن سطح البحر نحو 330 مترا, عاش على ارضها نحو 182 نسمة, على مساحة تقدر ب 13 كم2, يحدها من الجنوب عين التينة, ومن الشمال قرية عين مأمون, ومن الشرق الحسينية وحضر, فيها العديد من الاودية الصغيرة, مثل وادي الصمادي, ووادي الناشف , ومن ينابيعها نبع الدرباشية الذي كان يسقي اهل القرية.‏

وطالما أن هذه القرية تقع على الحدود المحاذية لفلسطين المحتلة فقد تعرضت منذ العام 1948 لاعتداءات اسرائيلية متكررة, وفي كل مرة كانت تحاول القوات الصهيونية الدخول إلى القرية تجد هذه القوات مقاومة شعبية عنيفة تصدها على أعقابها خاسرة مندحرة. وقد خسرت هذه القرية العديد من شبابها نتيجة تلك الاعتداءات الصهيونية.‏

في قرية الدرباشية آثار عديدة وقديمة, ففيها يوجد دير روماني قديم طمرته الأتربة, وقد تكون لفظة أو تسمية الدرباشي مأخوذة من اسم هذا الدير, أي أن لفظة درباشية تعني (دير آسيه), من هنا تأتي أهمية هذه القرية, بل أهمية الجولان التاريخية والحضارية.‏

بنى سكان الدرباشية منازلهم من الحجر البازلتي الذي اشتهرت به كل ابنية الجولان دون استثناء, فهو حجر من البازلت الاسود المنحوت.. يعيش اهل القرية على الزراعة بأنواعها اضافة لتربية المواشي, فمن زراعاتها القمح والشعير والذرة, وفستق العبيد, وبعض الاشجار, وفيها ايضا كروم التين والصبار والرمان والزيتون والموز بسبب مناخها الحار الرطب وكثرة المياه التي تجري في ارضها.. ومن المواشي التي يربيها سكان القرية الابقار والماعز.‏

عادات أهل القرية جميلة ولاسيما أن غالبية سكانها هم تقريبا ينحدرون من عائلة واحدة هي عائلة شلش.‏

في القرية طاحونة يأتي اليها الناس من القرى المجاورة لطحن القمح فيها وقد اشتهرت هذه الطاحونة باسم طاحونة شلس. أثناء عدوان 1967 واجه سكان قوية الدرباشيه كما بقية سكان الجولان المحتل الغازي بكل بسالة وشجاعة وسقط منهم الشهداء الذين رووا بدمائهم ارض الجولان الحبيب الذي نطمح جميعا أن نروي ارضه بدمائنا حتى يعود للوطن الأم سورية, كما سقط من اهل القرية الجرحى الكثر.‏

القوات الصهيونية التي احتلت الجولان أجبرت سكان القرية على النزوح إلى محافظة ريف دمشق التي كانت تتاخم حدودها حدود محافظة القنيطرة..‏

إن سكان الدرباشية يتوقون اليوم إلى العودة إلى الارض التي ولدوا وعاشوا فوقها, كما يتوق كل فرد من ابناء الجولان بل لنقل كل فرد من ابناء سورية يتوق لعودة الجولان حرا من قيود المحتلين الصهاينة وهم ايضا مستعدون لتقديم كل ما يملكون من تضحيات كي يعودوا إلى كل حبة تراب من تراب الجولان الحبيب..‏

asmaeel001@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية