|
حدث وتعليق لا تصيب الانظمة الرأسمالية وحسب, وهذا هو التطور الاخر المهم, بل مجمل الانظمة الاقتصادية بما فيها انظمة اقتصادية كبيرة ممسوكة مركزيا بدرجة او اخرى مثل اقتصادات الصين والهند وروسيا والبرازيل. وهذا التطورالسريع للازمة المالية ومن ثم تمددها السريع أيضا عبر الحدود, هو بطبيعة الحال النتيجة المباشرة للعولمة الاقتصادية . واذا كانت الدول الغنية لجأت الى ضخ مئات وآلاف مليارات الدولارات لانقاذ مؤسساتها الخاسرة , وحيث تستطيع الاقتصادات الضخمة مثل الاقتصاد الصيني ايجاد الاليات المناسبة لحماية نفسها, فان اقتصادات الدول الفقيرة والاقل نموا هي الضحية الابرز للازمة الحالية التي باتت تهدد بوقف نموها الاقتصادي وبفواجع سياسة واجتماعية قد لا يفوت وقت طويل قبل أن تظهر آثارها للعيان, ما يعني ان هذه البلدان لم تجن من العولمة سوى آثارها السلبية, حيث دفعت الازمة الراهنة بنحو مئة مليون شخص الى أتون الفقر ليرتفع عدد فقراء العالم الى نحو 1.5 مليار شخص . واذا كانت الدول الفقيرة التي تشكل نحو ثلث سكان العالم هي أبرز ضحايا الازمة الاقتصادية الراهنة, فان هذه الدول غير ممثلة في المحافل الدولية التي تبحث عن حلول للازمة الراهنة وآخرها قمة العشرين التي عقدت في واشنطن, ويأتي مؤتمر تمويل التنمية في الدوحة الذي شارك فيه العديد من زعماء العالم , بمثابة صرخة في الهواء الطلق دون أن ترتسم حتى الان أية آليات عملية سواء لتخفيف منعكسات الازمة على فقراء العالم, أم لادخال هؤلاء في دائرة صنع القرار الدولي التي تبحث عن مخارج لهذه الازمة . |
|