|
معاً على الطريق التي تعد أحد أهم المنظمات العربية الموحدة التي حافظت على مبادئها الأساسية المستندة إلى وحدة الأمة العربية, والعمل على إبراز دورها الحضاري والإنساني في زمن تتزايد فيه التحديات التي تواجه الوجود القومي للأمة العربية, وتستهدف كيانها وثقافتها وتنفيذ سياسات تسعى لاستئصال حضارتها وطمس معالم تاريخها. فقد كانت الدورة الأخيرة الاجتماع الوحيد الذي تمت فيه عملية انتخابية لاختيار ممثلي النقابات الوطنية والقطرية في الاتحاد, إذ كانت المؤتمرات السابقة تخلص إلى توافق بين أعضاء المؤتمر إلى اختيار أمانة عامة تأخذ بالحسبان التوزيع الإقليمي والدور التاريخي للنقابات الإقليمية والثقل السياسي والثقافي والاجتماعي والمهني. وكان يتم انتخاب رئيس الاتحاد من دولة المقر خلال الفترة التي كانت القاهرة مقرا للمنظمة أو خلال انتقالها إلى بغداد, ثم العودة إلى القاهرة مرة ثانية, وبهذا كان الصحفيون العرب يقرون بالدور التاريخي للدول العربية التي أسهمت في بناء وتطوير مهنة المتاعب مثل مصر وسورية ولبنان والعراق بصورة أساسية, وما قدمته النقابات الصحفية في هذه الدول لمهنة الصحافة في غيرها من الشقيقات العربيات. أما ما حصل في مؤتمر القاهرة الأخير, فقد أخذ طابعا يتماشى مع الأفكار والمبادئ المطروحة على الساحة الدولية, وخاصة تلك الداعية إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع, لتجيئ النتائج بانحياز صغير عن المنطق والمرجعية المعتمدة على مدى أكثر من أربعة عقود. واللافت في الأمر كان خروج أكثر الداعين إلى الاقتراع من سباق المنافسة الديمقراطية, لينقلبوا بعدها إلى لون آخر متهمين غيرهم بالمخادعة في التحالفات المتوهمة. ولا غرابة هنا في حصول الانتخابات, لكن الغريب في عدم قبول نتائج, بمعنى أن البعض يطالب بمعايير ما شريطة أن تحقق أهدافه ويرفضها عندما تحيد عن ذلك. وثمة نقطة أبعد من هذا وهي عدم امتلاك رؤية واضحة تقيم حجم وتأثير المواقف والمداخلات لأعضاء المؤتمر وانعكاس ذلك على نتائج الصناديق. والخلاصة أن الادعاءات لا يمكن أن تغير الحقائق, ومحاولات التزييف لا يمكن أن تنطلي على المنظمة الوحدوية المحافظة على مبادئها الأساسية في رفض التطبيع ومحاربة كل محاولات الإلغاء أو الاحتواء وظهرت في الختام سورية في مقدمة الاختيارات لتعكس الإسهام الحقيقي للحفاظ على المبادئ القومية. |
|