|
الافتتاحية في التتبع العالمي الدولي لإزالة مخاطر تتهدد البشرية - وهو من ناحية المبدأ ضروري وهام - تعتمد جهات دولية نوعاً من خلط المعايير لأهداف سياسية لا تخفى على أحد.. هذا التتبع لواقع التسليح, نووياً أو غير نووي في منطقتنا التي تنشد الأمن والاستقرار, سياسي بامتياز. جهود كبيرة بذلت في سبيل ذلك, ليس خوفاً من أسلحة الدمار الشامل على شعوبنا, إنما استجابة لطروحات سياسية لا تخفي استعدادها لاستخدام القوة المسلحة لتحقيق غاياتها.. غزوا العراق, احتلوا أرضه, خربوا بناه, ذبحوا شعبه بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل, ولم يجدوا دليلاً عليها.. يحاصرون إيران, يهددونها, ولولا خوفهم منها ربما فكروا بمغامرة أخرى سيئة قد تأتي عليهم بكارثة.. ثم اتجهوا إلى سورية والأدلة معدومة تماماً, وكانت المهمة تقتضي أن يوفروا هم الأدلة ومن ثم يحاولوا محاسبتها على أدلتهم.. وإلا.. أي سذاجة في الادعاء أن دولة تنوي إنشاء مفاعل نووي فتقوم بتخزين يورانيوم فيه, ولم تنته الأعمال المدنية لانشائه بعد..?! كل هذه الفبركات والسلاح النووي موجود بهيئته الكاملة ومفاعلاته المصنّعة في إسرائيل ولا من يسأل?! فهل المعادلة أن نقبل بذلك لإسرائيل وننشئ اتهامات على باطل ل (أعداء إسرائيل تحديداً). ليس هذا وحسب, بل هي معادلة ثلاثية.. المعطى الثاني فيها أن إسرائيل تمارس الاحتلال والقتل اليومي وحصار الفلسطينيين حتى الموت... وهذا لا يشغلهم لأن الموت وقع على البشر ب (أسلحة ذكية) !!. المعطى الثالث في المعادلة ثلاثية المجاهيل.. برأيهم أننا في هذا الشرق شعوب متخلفة لا يليق بنا الوصول إلى تقنية الإنتاج النووي.. وبالتالي: البحث ليس عن السلاح النووي وحسب.. بل عن قفزة تطور نوعية في العمل العلمي الانتاجي في دول الشرق.. ربما لأنهم يرونها مجرد دول نفطية ولا تحتاج الطاقة النووية?! هذا الواقع المركب, تصطدم معطياته بنفسها.. ولاسيما أن العالم ليس كله إدارة بوش رغم الهيمنة... وبالتالي تستطيع دولة كسورية, بعد طول أناة وصبر وعمل دؤوب وسياسة صحيحة أن تكسب جولات فُرضت عليها بهذا الحجم أو ذاك.. سورية اليوم هي صاحبة القرار الدولي باللون الأزرق في مجلس الأمن, الذي ينص على إخلاء دول المنطقة (الشرق الأوسط) كلها من أسلحة الدمار الشامل.. وهي التي تقدمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل وضوح وشفافية ومبررات علمية وعملية طالبة مساعدتها للتقدم باتجاه الإنتاج النووي, وكان لها ذلك بموافقة كل محافظي الوكالة.. يبحثون عن الأسرار والسر الأكبر عندنا, أنه ليس لدينا ما نخفيه عن المجتمع الدولي.. وليتذكروا وليحصوا عدد المطبات المصنعة لنا التي أخفقت في إيصالهم إلى أهدافهم السياسية لتحافظ سورية على موقعها الاقليمي والدولي, الذي مالبثت تؤكده زيارات الوفود المتتالية من كل دول العالم وماتحضره من رسائل ومشاريع... وسنستمر معتمدين على صوابية الرؤية وشفافية الطرح.. |
|