|
دمشق - سانا وأوضح الشعار في حديث للتلفزيون العربي السوري الليلة الماضية أن وزارة الاقتصاد بدأت بالعمل في هذا الاتجاه من خلال العودة للداخل وتقويته وتمكينه وحماية الصناعات الوطنية لخلق فرص عمل وحالة اقتصادية مستقرة وتلبية الاحتياجات وتوفير الكفاية الذاتية شبه المطلقة. وأشار الشعار الى أن الفريق الاقتصادي الذي تم تشكيله لحماية الصناعة المحلية وترويج الصادرات بدأ بالعمل وحدد خمس صناعات واعدة جدا في سورية يتم دعمها وهي صناعة الملابس الجاهزة والقطنية وصناعة المفروشات والصناعات التجميعية والصناعات الغذائية وصناعات الاجهزة الكهربائية البسيطة معتبرا أن دخولها في برنامج الحماية سيمكنها ويقويها ويرفع من انتاجيتها وبالتالي يرتفع العرض وينخفض السعر. وشدد وزير الاقتصاد والتجارة على أهمية مشاركة المواطن وتواصله مع الوزارة وأن يكون جزءا من الوضع الراهن حتى يكون جزءا من الحل لان الحكومة لا تستطيع وحدها تقديم الحلول المطلقة لكل المشاكل فالمواطن يأتي أولا واذا لم يشارك في الحل وتطبيقه فالمشكلة لن تحل داعيا كل المواطنين الى التبليغ عن التجار الذين يتلاعبون بالاسعار لاغلاق المحال المخالفة. ولفت الشعار الى أن دعم القطاع الخاص سيكون مدروسا ولن يكون مفصلا على مقياس أصحاب المعامل بل على المقياس الوطني وحاجة الوطن لانه أكبر من أي شخص. وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الى أن ارتفاع الاسعار في السوق جزء منه مبرر بسبب ارتفاع الاسعار العالمية كالذي حصل منذ عدة أشهر حيث كان هناك ارتفاع في أسعار السكر والرز والجزء الاخر غير مبرر. وقال الدكتور الشعار ان هناك مواد ارتفعت أسعارها بشكل غير مبرر بسبب سوء التخزين ونوع من الخوف والتوجس بأن السوق قد تكون غير مستقرة في الفترات المستقبلية وهناك نوع من الاحتكار غير المبرر من قبل بعض التجار وضعف في الحكمة الاقتصادية من البعض الذين يفكرون بأن احتكارهم للسلعة قد يؤدي الى زيادة في الارباح اضافة الى طمع بعض الاشخاص. وبين الدكتور الشعار أن اغلب المواد الاستهلاكية ما زالت أسعارها مستقرة بينما هناك ارتفاع في أسعار البضائع المستوردة من تركيا وهو نتيجة الغاء اتفاقية التجارة الحرة ورفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة. وقال الشعار ان هناك تجارا يتعاملون مع المواطنين بشكل شريف وصادق وكانت مواقفهم وطنية ويعملون على البيع بربح متواضع جدا وهناك تجار استغلوا الازمة الحالية وقاموا باحتكار وتخزين مبالغ به ورفعوا الاسعار دون مبرر ويجب أن يعاقبوا على أفعالهم. وبين الشعار أن عدة عوامل أدت الى ارتفاع الاسعار في البضائع المستوردة والبضائع والمنتجات المحلية ومنها الاحتكار الذي حصل في مادة المازوت الذي لا يباع بسعره الطبيعي اضافة الى الجشع الهائل من بعض التجار مؤكدا أن الوزارة تعمل بأقصى جهدها لضبط الاسعار وهي لا تستطيع القيام بدورها لان لديها قدرة محدودة في عدد المراقبين التموينيين وعددهم 600 مراقب في سورية ويعملون بأقصى جهدهم وكانت لهم نتائج ايجابية. وقال الدكتور الشعار ان قوة الاقتصاد تقاس بانتاجيته وليس بقيمة عملته مقابل العملات الاخرى وما كان يهم الحكومة السورية في الفترة الماضية هو مخزون سورية من القطع الاجنبي وليس قيمة العملة مقابل الدولار وقد اتخذنا قرارا بمنع الاستيراد وكان ذلك أحد البدائل وثبت عدم جدواه وتراجعنا عنه وعندما يكون هناك حكمة وادارة اقتصادية صحيحة فلا داعي للخوف نهائيا لان أهم شيء هو الانتاج. وأضاف الشعار: بدأنا بمسار وهو أن دور البنك المركزي ليس تمويل القطاع الخاص وانما تمويل الشؤون الاساسية في الدولة كشؤون الدفاع وهناك قرار اتخذته الحكومة اليوم وهو أن يقلص البنك المركزي من عملية تمويل المستوردات أو ما يسميه البنك ترميم مراكز القطع وبدأنا بهذا المسار ونحن نقوم بتقليص دور البنك المركزي وهذا الامر كان يجب اتخاذه منذ وقت طويل. وحول التجارة الخارجية ومصير الاستثمارات في سورية وانعكاس الازمة اليوم ومدى الضرر على الاقتصاد السوري قال الشعار ان الضرر الحاصل كبير وسلبي فالضرر يبدأ من المستوى العام للاسعار الى البنية التحتية الى المصانع الى الحالة النفسية لدى التاجر والصناعي والمواطن والجميع يعاني ونتمنى أن تمر هذه الازمة وتعود سورية كما كانت قوية وبلدا للامن والامان فهذه الازمة جعلت البلاد تخسر كثيرا وهذا الثمن نراه كل يوم في حياتنا العادية ولذلك نتمنى أن نعيد حساباتنا مرة أخرى كي نخرج من الازمة أقوى من قبل ونحولها الى طاقة ايجابية لان سورية هي الاهم عبر تمكين الداخل ونحن نمتلك كل الادوات من الموارد الطبيعية عبر تنوعها وعمقها وقدرتنا على الاكتفاء الذاتي ولذلك علينا تقوية الصناعات ورفع انتاجيتها ودعمها وتصديرها للخارج. وأضاف الشعار نحن الان بصدد دراسة يتم من خلالها تحويل لجنة الاصلاح الاقتصادي التي تشكلت الى لجنة استشارية والا تبقى لجنة ساكنة تقوم بالدراسة والتحليل والاقتراح لان الاقتصاد ديناميكي ولا يجوز أن نضع شيئا ساكنا مقابل شيء متحرك بشكل دائم فمن المفترض أن يكونا متجانسين وبالتالي يكون لهذه اللجنة دور ذو فاعلية وجدوى أكبر. وأضاف الشعار ان ما يهمنا حاليا هو أن تكون السلة الغذائية والحاجات الاساسية للمواطن السوري محفوظة بأسعار معقولة لاننا نسعى لان يكون أمنه الغذائي متوفرا في كل الاوقات ولكن للاسف هناك بعض الخروقات والعثرات في بعض المواد كالمازوت والغاز والبنزين ونحاول قدر الامكان العمل على اصلاح هذا الموضوع عبر ايصالها للمواطنين ضمن المنافذ المحددة ونحن نعمل على مراقبة موضوع السعر ضمن لجنة تسمى لجنة المحروقات موجودة في كل محافظة يشرف عليها المحافظ ولكن يجب أن يكون المواطن جزءا من الحل. وختاما اعتبر الشعار أن التوجه نحو العراق أمر مهم جدا ويتم العمل على تقوية التبادل التجاري معه لانه طبيعي وتاريخي ومنطقي ويفتح فرصا هائلة للمصنع السوري للتصدير وخاصة في ظل الاعفاء من برنامج الرقابة على المستوردات لمدة ستة أشهر والاعفاء من شهادة المنشأ. |
|