|
سانا - الثورة والإساءة الى سمعة الولايات المتحدة في العالم وتمزيق علاقتها مع الآخرين على المستوى العالمي فضلاً عما خلفته الحرب في صفوف قوات الاحتلال الاميركية من ضحايا نفسيين وجرحى يتطلبون رعاية صحية مستمرة ..جاء نتيجة قرارات اتخذها رؤساء سيئون وليس فقط نتيجة اخطاء أجهزة الاستخبارات الفاشلة. وفي هذا السياق قال بول بيلار نائب رئيس مركز مكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات الاميركية ان المواطنين الاميركيين مخطئون باعتقادهم بان رؤساءهم يتخذون قراراتهم بناء على التقارير الاستخباراتية التي يحصلون عليها رغم ان الولايات المتحدة تنفق نحو 80 مليار دولار سنويا على هذه التقارير التي زعم بعض منها وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق. واوضح ان القرارات السياسية الخارجية في القضايا الكبرى مثل خوض حرب أو اعادة النظر في استراتيجية الولايات المتحدة على نطاق واسع في العالم العربي كما يفعل الرئيس الاميركي باراك اوباما الان لا تعتمد على الاستخبارات بل انها تعتمد على الافكار المسبقة التي يجلبها الرؤساء الاميركيون معهم حين يتولون منصبهم في البيت الابيض. واشار بيلار إلى ان المعلومات الاستخباراتية لم يكن لها أي دور في اتخاذ قرار بغزو الولايات المتحدة للعراق بل ان التقييمات الاستخباراتية في الواقع دعت إلى تجنب خوض غمار الحرب في العراق وعدم شن هذا الغزو رغم ان الرئيس الاسبق جورج بوش استخدمها في تسويقه لغزو العراق. ولفت بيلار إلى زعم وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول عندما اراد إقناع الامم المتحدة في شباط من عام 2003 بغزو العراق ان نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين يخفي اسلحة للدمار الشامل وذلك بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة على حد تعبيره. الا ان بيلار كشف الحقيقة حين قال انه وبعد مرور أربعة أشهر اعترف نائب وزير الدفاع الاميركي انذاك بول وولفويتز بأن أسلحة الدمار الشامل المزعومة كانت القضية الوحيدة التي بالإمكان اتخاذها ذريعة لشن الحرب على العراق وان مجتمع الاستخبارات لم يظهر ولا بأي شكل تحذيرات حول هذا الموضوع عند استلام ادارة بوش السلطة بل ان طبعة عام 2001 من بيان الاستخبارات الشامل بشأن التهديدات العالمية لم تذكر حتى امكانية وجود أسلحة نووية عراقية أو أي مخزونات من الاسلحة الكيماوية أو البيولوجية. وتابع ان ادارة بوش التي كانت تتولى ادارة الولايات المتحدة في ذلك الوقت والتي تبين انها معيبة في نهاية المطاف لم تطلب في تشرين الاول من عام 2002 تقديرات استخباراتية بشأن برامج الاسلحة غير التقليدية المزعومة في العراق والذي كان محور القضية الرسمي لشن الغزو اذ ان الديمقراطيين في الكونغرس ومجلس الشيوخ لم يتكبدوا عناء هذا الطلب بل اقتصر الامر على ستة فقط من اعضاء مجلس الشيوخ وحفنة من النواب الذين ازعجوا انفسهم بالنظر في هذه المسالة قبل التصويت على الحرب وفقا للموظفين المكلفين بالاحتفاظ بنسخ التصويت . واشار بيلار إلى انه لو قرأ بوش تقرير وكالات الاستخبارات الاميركية لكان قد وجد ان القضية التي يحاول حياكتها لتبرير الغزو غير منسقة واكد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية وخلافا لما ادعاه بوش لم تعتقد ان النظام العراقي كان حليفا لتنظيم القاعدة. واضاف ان تقريرا منفصلا قبل الغزو كشف ان اجهزة الاستخبارات استنتجت ان محاولة بناء نظام سياسي جديد في العراق ستستغرق فترة طويلة وحذرت من حدوث صراعات عنيفة نتيجة الحرب الاميركية على هذا البلد وفي أعقابها الا ان هذا التقرير وكما هو متوقع لم يحدث أي فارق بالنسبة للبيت الأبيض. |
|