|
رؤيـــــــة الجميع يحذر من حاضر ومستقبل الثقافة في ظل واقعها اليوم. وأياً ما كان موقع المتحدث في شأن الثقافة، سواء أكان مثقفاً بلا مسؤولية، أو مسؤولاً مثقفاً، أو مسؤولاً عاماً فالجميع يتفق على ان الأزمة مستفحلة وتستفحل أكثر..! إن الارقام التي قرأناها في صحيفتنا«الثورة» إن كانت دقيقة ، على هامش الحوار مع رئيس الهيئة العامة للكتاب هي أرقام تشبه انذاراً شديداً وقاسياً بالكارثة التي نظن ان أحداً لا يذهب بعيداً للوقوف في وجهها , بل ثمة تواطؤ خفي على ان الكتاب تراجع كثيراً وأن الحلول ميؤوس منها كما نلمس على ارض الواقع .. والارقام وأشدد على الارقام ، وليس الافراد، في هذا الموقع او ذاك ، تؤكد حالة احباط عام، وعدم اهتمام جدي .. فألف نسخة من اي كتاب ماذا يمكن ان تقدم على ارض الواقع، وهل يحق لجهة ما ، أياً تكن هذه الجهة ، ان تفخر بمثل هذا الرقم، أو تعتد به؟! ولأننا نعرف أن الأفراد غالباً ما يكونون محكومين بحدود ضيقة ومفروضة فإن المهمة ينبغي ان تكون أبعد وأكبر من موقع ما..!! ثمة ما يؤرق بالفعل، فالمد الثقافي الذي شهدته حياتنا، والعالم بوجه عام في مطالع القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات منه يبدو وقد تراجع بشكل كبير عندنا، فيما بقي جزء من حياة الافراد عند بعض الأمم رغم كل ما قيل ويقال حول أزمة القراءة والثقافة والكتاب.. فماذا حدث للفرد في بلادي مثلاً؟ لماذا هذا الاحساس بفقدان الجدوى على مختلف المستويات المادية والمعنوية والروحية بوجه عام..؟ وكيف دفعنا الى هذه الحال؟ أسئلة .. أسئلة فقط!! |
|