|
ثقافة نهى الحافظ تشعل أصابعها بكتابة رواية عن آلام نساء عراقيات بعنوان (حور بغداد في ربوع الشام). أقيمت في المركز الثقافي في كفرسوسة ندوة حوارية حول هذه الرواية بحضور مجموعة من المثقفين والشعراء، وكان أول المتحدثين عنها الدكتور حيدر يازجي حيث أشار إلى أن حور بغداد في ربوع الشام اسم شاعري للوحة رسمتها نهى منذ البداية، صورة فرضت عنده كفنان تشكيلي مجموعة من المشاهد الفنية فسياق الأحداث استهوته، غرقت الكاتبة في وصف الأحداث إلا أنها كانت تخدم القصة لكي تقدم نسيجاً جميلاً يلقى إعجاب الفنانين التشكيليين. الهجرة هي الموضوع الذي لم تكتب عنه هي، كتبت حالة إنسانية ولم تتطرق إلى أي موضوع سياسي، إنها عندما قدمت سرداً لهذه الشخصيات التي جاءت إلى دمشق لم تقل إنها هربت من شيء ولكنها أضاءت جوانب من حياة هذه الشخصيات والشيء الأساسي أن الكل يبحث عن الاستقرار بطريقته الخاصة. أما الكاتبة والصحفية مريم خير بك فانطباعاتها كانت إيجابية عن هذه الرواية، وتأتي أهميتها من أن المؤلفة لم توثق توثيقاً تاريخياً علمياً لما جرى، بل جعلت الأدب يقوم بأهم وظيفة له وهي عكس حياة المجتمعات على صفحات ليقرأها الناس، لقد حددت المكان على أرض سورية والعراق، والزمان أحداث العراق، مثل سقوط بغداد وبعدها، واتبعت الكاتبة أساليب عديدة في الرواية، حيث كانت تخرج من حدث لآخر برشاقة تجعل القارئ يختزن صوراً كثيرة متحركة ليربطها بأحداث قادمة من خلال شخوص جدد. شذى - جاكلين - غيث وأسماء كثيرة قد تكون حقيقية لشخوص حقيقيين وقد تكون أسماء وهمية لشخوص وهميين وجدوا على ساحات الحياة. ومن بين المشاركين أيضاً في هذه الندوة الأستاذ مروان ناصح الذي تحدث قائلاً: لقد وجدت نفسي تميل إلى النظر لهذه الرواية من زاوية خاصة، كما وأنني عثرت على مادة أدبية جديدة تدعى في فن الدراما السيناريو الأدبي. إنها سيناريو أدبي مكتمل لمشروع مسلسل درامي جديد في موضوعه على الدراما السورية التي حققت حضوراً وتحتاج إلى موضوعات جديدة، أما شخصيات الرواية ذات التاريخ الواضح وذات العوائق الشامخة وذات الأزمات النوعية المميزة فتشكل خريطة لشبكة من العلاقات الإنسانية التي إذا تناولها كاتب سيناريو سيخرج لنا عملاً جديداً. أما الأستاذة نوال يازجي فكان لها رأي، فتحدثت عن نهى بأنها دخلت في تفاصيل حياة كل من هذه النسوة،وهن ذوات شأن في أوطانهن وأسرهن، لتشير إلى مدى المعاناة، كما أنها حاولت أن تشير من خلال أسمائهن إلى انتماءاتهن المذهبية والطائفية، لتقول إن العراقيات في القهر سواء، لم تفضل حياً أو منطقة، ما جعل حكايتها سجلاً تاريخياً لا يمكن إغفاله، لم تكتب للنخب، أرادت أن توصل مشاعرها للعراق، للجميع، عدا اختلاف مستوياتهم الثقافية. نظرة الشعر أما الشاعرة الرقيقة هنادي الحصري فأعجبت بالرواية لأن فيها نوعاً من الاحتكاك بالحياة وبجدرانها وبأخضرها وأصفرها، إنها رواية حاولت التوفيق بين ما هو وطني وإنساني، وأكدت جنوح المرأة لتأكيد ذاتها الإنسانية مرتكزة على منظومة أخلاقية. لغة الرواية كانت لغة جميلة لم تخنقها بمساحيق التجميل، وبرز الحنين من خلال شخوصها الشفافة. وفي الختام تحدثت الدكتورة جورجيت عطية أن الكاتبة نهى هي أول امرأة سجلت آلام النساء العراقيات، إنها سجلت حدثاً هاماً، نساءٌ عراقيات في مدينة دمشق، وهي ابنة دمشق وتعرف حنان دمشق، هذه المدينة التي منحت دائماً صدرها لكل العرب دون استثناء، فروايتها كانت تأريخاً هاماً ولها فضل السبق. نهى الحافظ استطاعت بهذه الفترة البسيطة أن تضع على الورق حور العراق بشكل جميل وبسيط، والأهم تأريخ لمرحلة صعبة من تاريخ سورية والعراق، وفي النهاية تقدمت الأديبة بالشكر والامتنان لكل السادة الحضور ودعت الجميع إلى حفل توقيع الرواية. ونود الإشارة إلى أن الكاتبة لها مجموعة من الأعمال منها: ذات مساء (مجموعة قصصية) - هذا ما جنيت (رواية) - وداعاً أيها الصمت (مجموعة قصصية). |
|