تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانتصار على الموت

معاً على الطريق
الثلاثاء 24-2-2009
أحمد برقاوي

اعلم أن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع انموذجي بين الحياة والموت.

بين الحياة التي هي نحن, والموت الذي هو عدونا.‏

عدونا عدو الحياة بلا منازع, عدو كل ما يدب على الأرض وينبت فيها, ولهذا فهو قاتل محترف بامتياز.‏

القاتل لا يعرف من وسيلة للتعامل مع الآخر سوى نفي الآخر, وجعله عدما مطلقا.‏

طريقة القتل والدمار التي استخدمها ويستخدمها ضد الحياة ليست إلا سلوكا مرضيا مؤسسا على الخوف من وجود الآخر.‏

تأمل هذه الكائنات الغريبة التي جاءت مستعمرة فلسطين كيف تعيش وفي أي طقس حياة تمضي أيامها, وبأي عقلية تفكر بمصيرها.‏

خمسة ملايين يهودي يعيشون في فلسطين, هذه الملايين الخمسة يجندون نصف مليون عسكري محترف ومجند, أي إنهم يجندون بشكل دائم 10% من السكان, ناهيك عن عشرات الآلاف من الشرطة, وعشرات الآلاف من رجال الموساد.‏

وإذا افترضنا أن نصف السكان من الأطفال والشيوخ ممن لا يدخلون سلك الجيش, فهذا يعني أن 20% من السكان بين 18-45 هم في الجيش, وإذا أضفنا إليهم نسبة الشرطة والموساد فقد تصل النسبة إلى 25% أو 30%.‏

وهذا ليس أكبر جيش في العالم بالنسبة إلى عدد السكان فقط, بل هو الجيش الأغرب في تاريخ البشرية بالنسبة إلى عدد السكان.‏

إسرائيل المنطقة الوحيدة في العالم التي تقيم سورا حول حدود افتراضية لها, وهذا نمط من التفكير قديم جدا جدا.‏

إسرائيل المنطقة الوحيدة التي تبني المستعمرة ذات السور وبرج المراقبة.‏

إسرائيل السلطة الوحيدة في العالم التي تراقب المصلين بالبنادق.‏

إسرائيل المنطقة الوحيدة في العالم التي يجهز المواطن فيها نفسه لمغادرتها متى شعر بالخطر.‏

إسرائيل (الدولة) الوحيدة في العالم التي تريد من دول حولها أن تحميها وتناصبها العداء معا.‏

إسرائيل (الدولة)الوحيدة في العالم التي يتوقف بقاؤها على دعم وحماية خارجيين.‏

ولهذا إسرائيل (الدولة) الوحيدة في العالم التي تتمنى الموت للآخر وتمارس إماتة الآخر.‏

أبعد هذا يأتي من يقول لنا: إن التعايش ممكن مع كيان كهذا.. الانتصار على إسرائيل انتصار الحياة على الموت, أيها العرب العاربة والمستعربة والأعرابية نريد أن نحيا دون الهجس بالموت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية