|
ثقافة هذه هي الاجواء الديمقراطية التي اشاعها الاحتلال الامريكي للعراق, هذا شيء من قليل اوصله العرض المسرحي(حمام بغدادي)النص والسينوغرافيا والاخراج ل(جواد الاسدي) تمثيل : فايز قزق ونضال سيجري. عرض حمل اعباء واحزاناً صاغت احاسيس مصدومة بالعجز عن فعل اي شيء سوى استقبال المعاناة وها هو المواطن العراقي يتعرض الى ما لا طاقة للبشر على احتماله انفجارات وموت وحطام حاجة وحرمان يزين الذل في اعين الجائعين تتهدم البيوت, والنفوس والقمم فكيف لتلك الروح الانسانية ان تسرق لو لحظات تشعر بانسانيتها وكل شيء يخلق الضياع التام رغم محاولات التطهير حيث امتلأ الفضاء المسرحي ب(حمام) يحاول نزلاؤه استرجاع الماضي وذكر الحاضر مترافقا مع محاولات التطهير بلا جدوى واعترافات كثيرة حول الماضي و الحاضر ايضا, تقف جميعها حدود الاجترار وتكرار المأساة من جديد تتوالد وتتوارى مع محاولات الخلاص اما عجلات الحياة المتسارعة وحياتهم تحديداً تخلق العذابات والاضطهاد اكثر فأكثر والذي يكفل زهق اي روح بشرية ليحولها الى حطام ومآسٍ. وكما قال مخرج العمل انه (جمال مدمى) وقد استطاع العرض نسجه باتقان بخيوط منهكة من المعاناة التي يعيشها العراقيون دون طائل وها هم صناع العرض من المخرج الى الممثلين يتغنون بأدواتهم لخلق مستوى جمالي وفني لعناصر العرض الذي يلامس تجليات نفسية شفافة هي في الاصل تحتقن الاحزان بسبب تلك الظروف الفظيعة ويمكن القول بأنه مجرد مؤثرات مسرحية صوتية شابهتا الواقع قليلا تمكنت من زلزلة الكيان الانساني وحملت امكانية شل المشاعر والأفكار وبعثرتها في ارجاء بعيدة, فتضل طريق عودتها, فكيف هو واقع العراقيين? الذي صنعته /ديمقراطية/ الامريكان! |
|