|
فنون تصريحات ومانشيتات طالعنا بها بعضهم إثر الجزء الأخير من مرايا الذي عرض في رمضان قبل الماضي وعزز هذه الأفكار غياب مرايا عن رمضان الأخير , ولكن يبدو أن من تصدى لمثل هذه العناوين البراقة تناسى ماذا تعني مرايا بغض النظر عن نجاح لها هنا أو إخفاق هناك أو عن تفاوت مستوى بين جزء وآخر أو بين لوحة وأخرى ولكن يبقى لمرايا أنها أرست لمشروع فني فكري يقدم ضمن إطار ناقد ساخر له دوره الفاعل في المجتمع العربي ككل , وها هو ياسر العظمة يعود إلى مراياه مجدداً غير آبه بكل التصريحات الجارحة (وربما مستفيداً من النقد البناء) ليقدمها هذا العام بإمضاء المخرج هشام شربتجي
الذي سبق وأخرج الأجزاء الأولى منها قبل زمن ليس بالقريب . حول هذه العودة والملامح التي ستتسم بها مرايا ورؤاه حولها وحقيقة ما جرى في (بقعة ضوء) كان لنا هذا اللقاء مع المخرج هشام شربتجي : * ما شروط عودتك لمرايا بعد قطيعة دامت كثيراً من السنوات خاصة أنك في المراحل السابقة وجهت أكثر من انتقاد لها بشكل أو بآخر ? منذ البداية لم يكن سبب ابتعادي عنها القطيعة وإنما رؤيا مني بأنه ينبغي على ياسر العظمة أن يغير مصادر معرفته , بمعنى أن الأزواج الذين يحبون بعضهم البعض قد يرون الحالات واحدة ولكن عندما يبتعدون عن بعض يرون محاسن بعضهم أكثر , وعندما ابتعدت عن ياسر العظمة بعد آخر عمل أنجزته له (شوفوا الناس) منذ حوالي 17 سنة أردنا العودة للعمل معاً لكن الدوائر بيننا لم تكن تتقاطع في وقت التصوير . * (مقاطعاً) هل كانت هناك فكرة أن تخرج مرايا قبل الآن ? لقد اتصل بي أكثر من مرة وكانت لدي الرغبة في العودة لأني أشعر بشكل أو بآخر أن مرايا المدرسة الأولى لهشام شربتجي في التعامل مع التلفزيون علماً أنني عملت في التلفزيون قبلها لكن العمل في مرايا ومع ياسر العظمة تحديداً علمني معنى النجاح في الأجزاء الأولى , ورغم احترامي الشديد لكل المخرجين الذين تناوبوا على إخراج مرايا لكن كان هناك زوايا مخبأة لدى ياسر لم يكتشفوها أو لم يوجدوا التحريضات لها , فأنا أشبه ياسر العظمة بمغارة علي بابا فهي من الخارج جافة لكن لها سحرها ورمزها لتفتح وعندما تدخل تنبهر بالجواهر الموجودة فيها فتجد إنساناً طماعاً يحمل أكبر قدر من الجواهر وعند خروجه قبل أن يُغلق الباب يسقط منه في الطريق الكثير منها لينتهي بحصيلة لا قيمة لها ولكن هناك إنسان يدخل المغارة ويرى جوهرة واحدة فقط فيأخذ الثروة كاملة من خلال هذه الجوهرة . إنني أرى ياسر قطعة ألماس كبيرة يجب أن تتخلص من نصفها لتصقلها لتزيد قيمتها , فهو جوهرة من يعرف أن يصقلها يصنع منها ألماسة تاج ومن لا يعرف أن يصقلها يراها قطعة زجاج . وفي الأجزاء الماضية من مرايا وكأن هناك تراخياً (لا أحمّل المخرجين فقط هذه المسؤولية) , وقد يكون الترهل حصل بسبب بعض الكسل , لكن هناك أجزاء ناجحة جداً . بدأت سؤالك عن شروط العودة .. لقد تم استدعائي من قبل ياسر العظمة وأخبرني أن العمل سيكون بعد رمضان وشعر أني قد لا أكمل المشروع فاستدعى ابنتي رشا وقلت له أنه خير ما فعلت فهي تستطيع إدارة مرايا كما يجب بروح الشباب وأن تأخذ كل لقطة في مكانها فستتعبك وبالتالي ستخرج بنتيجة جيدة ولكن لم يتم الاتفاق وإنما حدث اتفاق مع مخرج آخر , ولا أعرف ما الذي جرى لكن اتصل ياسر بي هاتفياً لإخراج مرايا وبالتالي عدنا والعود أحمد , علماً (وأقول ذلك بين قوسين) أن مرايا لن يحقق لي مزيداً من الشهرة ولن يضيف إلى مسيرتي فكل الأضواء ستكون على مرايا خاصة أنه لم يكن حاضراً في رمضان وعودتي للعمل مع ياسر ستحملني مسؤولية أكبر .. سبق وأخرجت مرايا فهو ليس شكلاً فنياً جديداً بالنسبة لي كما هو الحال في (أيامنا الحلوة , أسرار المدينة , رجال تحت الطربوش) لكن لي الشرف أن أتعامل مع أستاذ اسمه ياسر العظمة .
شربجيات .. رشا شربتجي خرجت من عباءتي إني فخور بما حققته رشا شربتجي من نجاح في العام الماضي لكن أولاً وأخيراً أعلن أنها خرجت من عباءة هشام شربتجي فهي ابنتي نجاحها نجاحي وأتمنى من بقية المخرجين من أبناء جيلها أن يكون لديهم الجلد الذي كانت رشا فيه فكانت ترى يومياً خمسة أو ستة أفلام طورت نفسها وأصابتها لعنة محبة هذه المهنة وأصابتني لعنة أنني أدخلتها على هذا الوسط . مازلت أخاف قال ياسر بحنان الأخ الصديق أنه لم يكن يتصور أنه بعد 17 سنة مازال لدي هذا الألق والرغبة في التجديد وأني أخاف على العمل .. فقلت له إنني مازلت أخاف .. كما قال ياسر في أحد لقاءاته إن كان هشام شربتجي البرق فأنا الرعد والعكس صحيح , وهو لا يقول ما لا يعنيه . حاول أيمن رضا تخريب ما بنيته جاءنا أيمن رضا زائراً في (بقعة ضوء) محاولاً تخريب ما بنيته أنا ومازن طه وحاول أن يؤثر على الشركة وأن يؤثر علي وأربكني أثناء العمل .. لقد شارك في سبع لوحات وقبض مليوني ليرة سورية ولا أعرف ما السبب وراء ذلك . الكثير من الوجوه غابت عن (بقعة ضوء) جاء الجزء الماضي من (بقعة ضوء) مختلفاً عما سبقه لأن وجوهاً كثيرة غابت عنه , فباسم ياخور كان على خلاف مع أيمن رضا , فارس الحلو تم الاتصال به من قبل الجهة المنتجة فرفض العمل معي لأني قد لا أحقق طموحه فهو أكبر من ذلك فلم يعمل وأنا لم أهتم , بسام كوسا تكلمت معه فقال لي (أصبح بقعة ضوء خارج اهتماماتي) فحزنت أنني لم أتعامل مع ممثل متألق مثله , غسان مسعود لم يتم الاتفاق معه مادياً , فايز قزق كان مشغولاً بتصوير فيلم .. لكن من ينظر في العمق يجد أن هذا الجزء كان الأهم فنصوصه ذكية . ورطة الكوميديا * هل تعتبر أنك تورطت في (بقعة ضوء) والآن تحاول الخروج من هذه الورطة عبر (مرايا) ? لا أبداً .. فأنا لم أكن سأخرج (بقعة ضوء) حتى أنه عُرض علي إخراج أجزاء قبل عام 2005 ورفضت لأنها كانت (هوبرة عرب) وأنا ديكتاتور لا أقبل أنصاف الأمور , وأنصاف الأمور كانت بين يدي باسم ياخور وأيمن رضا وفارس الحلو .. هؤلاء الذين ليس لديهم احترام لمخرج , وكنت أعرف سلوكهم فقلت لا أريد أن أوجع قلبي , وبعد المسيرة التي سرت بها في الأعمال الاجتماعية كنت رافضاً العمل في الكوميديا , لكني (أكلت ورطة) في بقعة ضوء عبر العودة للكوميديا فبعد (مرزوق على جميع الجبهات) تبت .. لقد توبني أيمن رضا , لكني رغم ذلك أنني فخور بهذه التجربة وبتعاملي مع شركة سورية الدولية المحترمة التي تقدم كل الإمكانيات للمخرجين وكان هذا أحد الافخاخ التي سقطت فيها لأنهم أشخاص محترمون ولدي الرغبة في التعامل معهم , إنها شركة محترمة تستطيع أن تعطي كل المخرجين العاملين فيها نوعاً من الثقة الزائدة وأحسد كل المخرجين الذين يتعاملون معها . التنازلات التي أخشاها.. يقول شربتجي : أحاول ألا أتنازل في العمل وأسير على سكة مرايا المعروفة بمجموعتها الفنية وأن أستخلص منها أجمل ما في ياسر العظمة وهو أستاذ في الإلقاء أي كيف يمكن (أن نكسر) الكلام بصورة جميلة ورؤية حلوة . * ما التنازل الذي تخشاه ? الوقت , الحالة الإنتاجية .. لكن خلال فترة التصوير حتى الآن وضعني ياسر في الظرف الأقرب للمثالية في التصوير فهناك احترام في التعامل مع الفنيين والفنانين وهدوء في الموقع ومعنى ذلك أنه ليس هناك توتر يمكن أن يظهر على الشاشة كما ظهر في (مرزوق على جميع الجبهات) .. الله لا يعيد هذه التجربة .. لأن النفوس لم تكن صافية فبطل المسلسل عمل ضد المخرج والكل كان يعمل ضد الآخر وهكذا .. * توقعت أنك ترمي من كلمة (تنازلات) اتهاماً ردده البعض بأن مخرج مرايا هو مخرج منفذ , ألا تخشى أن تتحول إلى مخرج منفذ !? لا أخجل ولا أخشى من قول كلمة توقف (ستوب) لياسر العظمة إن لم يعمل كما أريد لأعيد اللقطة , وتكون عينه تغلي محبة ويقبل كلامي أمام كل الحاضرين بشكل طبيعي ويعيد تصوير المشهد . ولكن إن كان هناك من حول نفسه لمخرج منفذ فهذه مشكلته , فأمام الكاميرا هناك قائد واحد للعمل وإن أتوا بأنطون كوين ليمثل في عمل أنا مخرجه سأكون أنا قائد العمل , عموماً لا أشعر بمشكلة في (مرايا) خاصة أن التقاطعات الفكرية حول الشكل الفني لما يجب أن تكون عليه بيني وبين ياسر هي متطابقة بنسبة إلى 98% . |
|