تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هؤلاء هم المجرمون!!

ترجمة
الاثنين 1/9/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

لاتملك المحكمة الجنائية الدولية الشجاعة لتسمية جورج بوش كمجرم حرب. الآن يوجه مدعي المحكمة الجنائية الدولية تهماً بحق الرئيس السوداني عمر البشير فيما يتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب أنا لا أتعاطف مع أي شخص يتسبب بمعاناة الآخرين.

ورغم ذلك, فأنا أستغرب قيام المحكمة الجنائية بهذا الإجراء بحق السودان لا لشيء إلا لأنه دولة فقيرة بينما لاتقوى هذه المحكمة على تسمية جورج بوش أو توني بلير كمجرمي حرب. إن جرائم بوش وبلير ضد الإنسانية في كل من العراق وأفغانستان أكبر مما لايقاس على الأقل في عدد القتلى والناس المهجرين بالنسبة للانتهاكات في إقليم دارفور, حيث تشير التقديرات إلى مقتل مئات آلاف العراقيين الذين قتلوا نتيجة الاجتياح الأمريكي للعراق, علاوة على ذلك, فإن المشكلة في السودان داخلية بينما قام بوش بغزو دولتين بشكل غير شرعي.‏

كما أن بوش تمكن من ارتكاب جرائم الحرب بمساعدة من قادة المملكة المتحدة واسبانيا وكندا واستراليا (دول التحالف).‏

وبالطبع قادة الغرب لايرتكبون جرائم حرب بنظر الصحافة الغربية إلا أنها تظهر زعماء مثل البشير كمجرمي حرب.‏

في كل أسبوع تقوم الحكومة الإسرائيلية بالاستيلاء على منازل الفلسطينيين وسرقة أراضيهم وتقتل النسوة والأطفال الفلسطينيين. وهذه الجرائم مستمرة منذ عقود, ولكن لم يتم التعرض لها والحديث عنها إلا من بعض المنظمات الاسرائيلية لحقوق الإنسان. فضلاً على أنه يتم تصوير الفلسطينيين على أنهم ارهابيون وبالتالي يمكن معاملتهم بشكل غير إنساني دون أي رحمة ولا أحد يتدخل لوقف هذه الممارسات التي ينظر إليها على أنها طبيعية وضرورية لحماية الاسرائيليين من الارهابيين.‏

العراقيون والأفغان يواجهون المصير نفسه. فالعراقيون الذين يقاومون الاحتلال الأمريكي لبلدهم هم ارهابيون. أما في افغانستان فكلمة طالبان تعادل الشيطان. فكل أفغاني يقتل حتى لو كان يحضر حفلة زفاف تنسب إليه تهمة الانتماء لطالبان من قبل الجيش الأمريكي. العراقيون والأفغان يتعرضون للقتل والتهجير على يد الأمريكيين وقوات الناتو ولا أحد يثير مسألة انتهاك حقوق الإنسان في هذين البلدين.‏

إن المحكمة الجنائية الدولية مؤسسة بيروقراطية لديها ميزانية وتريد أن تقوم بفعل أي شيء لتبرر وجود الميزانية, لذا تلجأ إلى الدول الضعيفة لتبحث عن مبتغاها وتنسى الدول الكبيرة التي تقوم بأبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان كونها تفتقد الشجاعة الكافية.‏

طبعاً لا أريد أن يفهم كلامي بشكل خاطئ فأنا أؤيد محاسبة جميع الحكومات المسؤولة عن ارتكاب تصرفات اجرامية, لكنني أعارض وأكره النفاق والكذب. إن الغرب و(اسرائيل) يعطون أنفسهم مبررات, ويتم نسيان أمرهم بينما تتوجه الأنظار إلى محاسبة الآخرين حتى إن منظمات حقوق الإنسان وقعت في المطب. فهؤلاء لايرون الجانب الهزلي بأن الرئيس بوش الذي انتهك حقوق الإنسان أكثر من أي شخص آخر, يسمح الآن لنفسه بتوجيه الانتقادات للآخرين في هذا المجال.‏

الرئيس بوش يقول:إن ارتفاع عدد القتلى والدمار الضخم الذي ألحق بالعراق وأفغانستان كان ضرورياً من أجل حماية الأمريكيين.‏

إذا قبلنا حججاً من هذاالنوع فلماذا لانقبل أعذار ميلوزوفيتش الذي قال: إنه كرئيس دولة كان يسعى للمحافظة على الوحدة الإقليمية لبلده. وهل يجب على البشير قبول الانفصال في السودان, وهو شيء ماكان ليقبله لينكولن من الولايات الإحدى عشرة التي انفصلت عن الولايات المتحدة. كم سنة سيتبقى للبشير فيما لو قبل بتقسيم السودان? في تشرين الأول الماضي أظهرت صحيفة كونستيتوشن في اتلانتا على صفحتها الأولى صورة لرجل مسن دفعت عدة ميكروفونات في وجهه يدعى بول هنس يبلغ من العمر 85 عاماً وقد رحل من الولايات المتحدة التي عاش فيها 53 عاماً فقط لأن ايلي روزنبوم رئيس إدارة ملاحقة النازيين في وزارة الخارجية الأمريكية أعلنه مجرم حرب لأنه درب كلاب الحراسة في معكسرات النازية في ألمانيا.‏

وكان عمر هنس 22 عاماً عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وياللمفارقة, فتى يقوم بتدريب كلاب حراسة يتعرض للترحيل من الولايات المتحدة كونه مجرم حرب, بينما يبقى رئيس الإدارة الامريكية بوش الذي شن حربين شنيعتين أزهق خلالهما أرواح مايقارب ب 1.3 مليون شخص, وجعل العالم بأسره ينتظر حربه المحتملة ضد ايران, يلقى ترحاباً واحتراماً من قبل الحكومات الأجنبية. فضلاً عن ذلك عرضت عليه شركات ومنظمات تجارية مبلغ مئة ألف دولار للحديث الواحد من أجل كتابة مذكرات له بعد انتهاء فترته الرئاسية. سوف يجني ملايين الدولارات من الذكريات التي سيكتبها أحد الكتاب المستأجرين.‏

هل ثمة تعارض بين ترحيل هنس وترك مجرم الحرب في البيت الأبيض?‏

الانترنت - عن انفور ميشن كليرنغ هاوس‏

بقلم: بول كريج روبوتس مساعد وزير الخزانة في عهد إدارة الرئيس رولاند ريغان‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية