تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


والشعر سادسها

الرسم بالكلمات
الاثنين 1/9/2008
سوزان إبراهيم

لم يتوقف بحث الإنسان عن أمكنة أخرى,حيوات أخرى , وعن عوالم أخرى , ورغم انتشاره على يابسة القارات الخمس, يهرول خياله ودقات قلبه و أوجاع روحه بحثا عن أماكن لا تشبه كل الأماكن, ألهذا نكتب إذاً!?

هل نكتب شعرًا أم قصة ? رواية أم خاطرة? إنها في مطلقها قارة جديدة من الكلمات, لها تضاريسها الخاصة وسكانها الذين يشبهوننا, لكن للكلام لديهم معادلاته الكيميائية التي يحفظون أسرار توازناتها.‏

في العلم (2+2) يساوي أربعة, دون اهتمام بماهية وخلفية هؤلاء الأربعة ! أشرار أم طيبون ? شعراء أم بائعون جوالون ?... لا يحفل العلم بهذا كثيرا, لكنه في قارة الكلام يشكل فرقاً كبيراً وهاماً.‏

لسكان القارة السادسة بعض صفات الخالق المبدع : القدرة على إيجاد كائن جديد, كائن من كلمات,من خيال, من إيحاء, من لحم ودم وأحاسيس غير مألوفة, وهكذا سنكتشف نرجسية الكتّاب والشعراء, وأناهم المتعالية كلّ وفق جمال خلقه ومستوى الإبداع فيه .‏

للشعر الجميل إكسير خاص يقلب الكلمات العادية إلى لآلىء , له قدرة الصلاة على إضاءة دهاليزنا المعتمة وتلميع شفافيتنا و إعادة الصفاء لها.‏

قارة الكلمات تلك مدفونة في عوالمنا الجوانية, وقد تتفجر على حين برق ورعد ينبوعاً متدفقاً, وكي لا يضيع الماء الرقراق في التربة أو يسفح على سطح الأرض, لابد أن يحفر لنفسه مجرى خاصاً, ولابد من أمطارٍ دائمة التهطال ليستمر, ليكون أعمق وليس مجرد ثرثرة مويجات تضج.‏

suzani@aloola.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية