تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مع طبيب..الصيام والأمراض المزمنة

طب
الاثنين 1/9/2008
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) , وقال تعالى: ( وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) ,

وهذا ما يجعل أّهمية وفائدة الصيام محققة تماماً, لما فيها من خير وغذاء للروح والبدن, ولما فيها من منح نقاهة لمختلف أجهزة الجسم, وخاصة الجهاز الهضمي.‏

لكن بالمقابل هناك رخصة يحبب اللجوء إليها عند الضرورة, حيث قال تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) ..لذلك سنتطرق وباختصار لبعض الأمراض المزمنة وعلاقتها وتأثرها بالصيام.‏

مرضى ارتفاع التوتر الشرياني:‏

يمكن لمرضى الضغط المضبوطين دوائياً أن يكون الصيام مفيداً لهم خاصة بوجود العلاجات الحديثة المديدة, والتي تؤدي إلى ضبط الضغط 24 ساعة بجرعة واحدة أو جرعتين يومياً تؤخذ على الإفطار والسحور , وإن إنقاص تناول السوائل والأملاح في فترة الصوم يساعد على ضبط الضغط, كما أن التركيز على بعض الأطعمة مثل الثوم قد يكون له دور على تخفيض قيم الضغط.‏

أما مرضى الضغط غير المنضبط أو مرضى الضغط الخبيث, فلا يمكن ضبط الضغط لديهم إلا بجرعات دوائية قد تكون متقاربة, وتتعارض مع فترة الصوم , خاصة في أيام الصيف الطويلة, وبالتالي لا يمكن عندها الصوم نهائياً.‏

الصيام ومرضى القلب:‏

إن مرضى القلب هم على قسمين: مرضى القصور القلبي ومرضى نقص التروية القلبية.‏

-مرضى القصور القلبي والمضبوطين دوائياً: يمكن أن يتحملوا الصوم خاصة بتطبيق حمية قليلة السوائل, وحمية عن الملح عند الإفطار, وتجنب الطعام بكميات كبيرة , والطعام الدسم.‏

-مرضى نقص التروية القلبية: فمنهم من يكون وضعه مستقراً دوائياً, يمكن له الصيام بشرط أن يتم إعطاؤه الأدوية عند الإفطار والسحور, وأن تكون الوجبات الطعامية في فترة الإفطار وجبات صغيرة غير مشبعة, لكي لا تحدث له نوبة خناق الصدر, وكذلك يجب تجنب الجهد البدني المحرض لنوبة خناقية.‏

أما المرضى غير المستقرين والذين يحتاجون إلى ضبط دوائي على مدى عدة ساعات ولفترات قصيرة فلا يمكن لهم الصيام عادة.‏

الصيام ومرضى القرحة الهضمية:‏

يمكن لمرضى القرحة الهضمية أن يكون الصيام لهم دواء, خاصة مرضى القرحات المعدية, حيث إن الصيام يمنع حدوث أعراض لديهم.. أما مرضى القرحات الاثنا عشرية فبالعكس يمكن للصيام والجوع أن يحرضان الأعراض لديهم..ونؤكد دائماً على أن يكون الإفطار وجبات خفيفة ومتعددة وخالية من كافة المحرضات (التدخين- الكولا- البهارات-القهوة- الشاي).‏

صيام مرضى الكلى:‏

هناك عدة أمراض كليوية يمكن لها أن تتعارض مع الصيام.‏

-مرضى الحصيات الكلوية: الصيام مشكلة كبيرة بالنسبة لهم, حيث إن نقص الوارد من المياه أو التجفاف يمكن أن يلحق بالصائم تحريضاً لديه لتشكل الحصى في المجاري البولية, وبالتالي آلاماً قولنجية شديدة.‏

-مرضى القصور الكلوي:ينقسمون إلى قسمين:‏

1- مرضى القصور الكلوي الموضوعين على الرخص البريتواني أو الدموي (غسيل كلية), فلا مانع لديهم من الصيام, بشرط ألا يتعارض الصيام مع تناوله الأدوية الخافضة للضغط.‏

2- مرضى القصور الكلوي على معالجة محافظة :فلا يمكنهم الصيام عادة.‏

وأخيراً ..تبقى زيارة الطبيب والاستشارة الطبية للمريض قبل حلول شهر رمضان المبارك ضرورية لمعرفة مدى تحملهم للصيام.. وكل عام وأنتم بخير .‏

< الدكتور محمد هيثم السعدي الاختصاصي بالأمراض الداخلية والقلبية‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية