تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كل طفل فنان.. معرض للتثقيف البصري.. لا لصنع الفنانين

طرطوس
ثقافة
الاثنين 1/9/2008
محمد زهرة

أقيم مؤخراً في صالة المركز الثقافي بطرطوس معرض فني بعنوان (كل طفل فنان) وذلك برعاية وحضور السيد وزير الاعلام الدكتور محسن بلال الذي يرعى هذا المعرض منذ ثلاث سنوات.

وشارك في هذا المعرض مئتا طفل وطفلة, وبستمئة لوحة تدور مواضيعها حول البيئة والتراث.. وثقافة اللون.. وكان المعرض جميلاً وترك انطباعاً متميزاً حيث تكلم الأطفال مع الجمهور ومع السيد الوزير لمدة ساعة كاملة.‏

الفنان أحمد الخليل المشرف على المعرض وفي لقائنا معه قال: كل طفل فنان هو شعار اعتمدناه منذ ثلاث سنوات على أساس أن أي طفل لديه طاقة هائلة يمكن مساعدته في إخراجها إيجابياً فمجرد أن يمسك الطفل بالقلم ويبدأ بالخربشة يعني ذلك أنه يقول أشياء بحاجة الى ترجمة وقراءة صحيحة.‏

لقد بدأنا بورشات عمل ثم برسم لوحات عملاقة على القماش في الطبيعة أوالمرسم, هذه الجدية في العمل جعلت السيد وزير الاعلام الدكتور محسن بلال يولي هذا المشروع إن صح التعبير الاهتمام والدعم المادي والمعنوي وحضوره شخصياً في هذه النشاطات أضاف للأمر جدية أكثر.‏

وأضاف خليل: إننا بأمس الحاجة لشن حرب معاكسة ثقافية أخلاقية فنية تدفع عنا شر تخريب اللغة البصرية لدى الطفل فالطفل هو أنا وأنت في المستقبل هوالمجتمع القادم فبقدر ما نستطيع نحن تهيئة الطفل ضمن استراتيجية محددة ومدروسة بقدر ما نكون أمام جيل قادم يتمتع بأسس معرفية وتربية أخلاقية ووطنية ممتازة.‏

إن عرض نتاج الأطفال وبمشاركة الأهالي هو أمر مشجع ويضيف الى الموضوع روح المنافسة والسباق, وقضية السباق لدى الأطفال مهمة جداً وعلم النفس أكد على أن الطفل أكثر جدية في المنافسة.‏

دورالإعلام‏

الاعلام هو الأكثر مسؤولية في التوجيه الايجابي للطفل وما نراه على التلفزيون السوري جيداً, لكن غير كافٍ وعدم وجود وقت محدد لكل برنامج لا يجعل الطفل يلتزم بالمشاهدة, إن برامج الأطفال على الفضائية السورية جيدة وهي غير مباشرة في التوجيه ويشرف عليها مختصون ولكن تواقيت بثها في غير مكانها. لقد قمنا بأول معرض للأطفال عام 2005 ورعته جريدة تشرين وقتها, ثم تبنى السيد وزير الاعلام في السنوات التي تلت هذا المعرض وفي حديث بيني وبين السيد الوزير قال إن هذا الحضور الكثيف والكبير من قبل الأهالي مؤشر إيجابي على نجاح هذه الفكرة.. حيث إن الحضور في كل عام يتجاوز الألف شخص.‏

الدعم الرسمي‏

وعن الدعم الرسمي المقدم لهذا المعرض قال الفنان خليل: حتى الآن لم تتبن نشاطنا أي منظمة طفلية محلية أو عالمية ولم نلق أي مساعدة من جهة تخص الأطفال, طبعاً أنا أقول مساعدة بشكل قانوني رسمي.. حاولنا الاتصال باليونسيف لإقامة ورشة عمل وعدنا المسؤول منذ سنة وحتى الآن لا رد, بكل الأحوال نحن سنستمر بنشاطنا السنوي ضمن الامكانيات المتاحة لدينا ولدى الأهالي المادية أو المعنوية ,وما قدمه السيد وزير الاعلام يكفي ويزيد عن حاجاتنا ومشكور على حضوره شخصياً ونعتبر هذا غاية في الأهمية وآمل أن يكون فن الرسم والتلوين هو ركيزة تربوية هامة ليس ليكون الطفل فناناً تشكيلياً بل لتثقيفه بصرياً وبيئياً ووضع طاقاته الكبيرة في الخط الايجابي في حياته.‏

ملاحظات حول المعرض‏

وعن ملاحظاته حول المعرض والأطفال المشاركين فيه ورسوماتهم قال خليل ليس لدي ملاحظات على الطفل أبداً فهو حكماً بريء ونحن المسؤولون عما يختزنه الطفل في مساحة اللاشعور لديه إيجاباً كان أم سلباً ,في كل الأحوال هناك أشياء أريد قولها بكل صراحة: أريد أن أسأل هل تراقب معدات الرسم والتلوين التي يستخدمها الأطفال في المنازل والمدارس وإذا كان الأهل يجهلون ما يستخدمه أطفالهم من مواد ولوازم الى من نحمل المسؤولية?‏

إن الطب والعلم يثبت أن كل الألوان تحتوي على نسبة من الرصاص وحتى العبوات المبسترة هذه النسبة إذا ازدادت عن حدها قد تؤدي الى كوارث في حياة الطفل لا تظهر نتائجها إلا بعد سنين وهذا خطير.‏

إن الأسواق مليئة بمواد الألوان الفاسدة هل فكرنا بتحليل عبوات عشوائية لدى الجهات المختصة وقمنا بمعاقبة المستورد والتاجر على هذه الجرائم أم إن الطفل هو مصدر ربح مغر فقط هل فكرنا بألعاب أطفالنا وما تحتويه.. إن الألوان المستخدمة في هذا المعرض كانت فقط أقلام خشب ملونة وباستل ورصاص.‏

وأشارخليل الى أن والد أحد الأطفال المشاركين أراد اقتناء /20/ لوحة بسعر جيد جداً تشجيعاً للأطفال لكننا رفضنا الفكرة لأن المعرض ليس مشروعاً للربح.‏

وحول الأخطاء التي ظهرت أثناء المعرض قال خليل: طبعاً ليس كل ما جرى كان بلا أخطاء, فالذي يعمل لا بد له من أن يخطىء.. كان علينا ملاحظات في إعداد المعرض وإخراجه فنياً ونحن سنحل هذه الملاحظات ونتلافاها ونرحب بكل نقد بناء على عملنا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية