|
ثقافة كانت دمشق وبغداد على مر العصور معا على السراء والضراء وكانتا معا في تحديد أهداف كبيرة لأمتنا العربية ونحن في هذا اليوم نحتفي بالثقافة العربية القادمة من العراق الشقيق , نحتفي بالفن وبالحضارة والفكر والأدب وبالفن التشكيلي والمسرح والشعر والسينما والفنون الشعبية . كما ألقى الأستاذ فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة العراقية كلمة بدأها بأبيات من الشعر للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري : إني شآمي إذا نسب الهوى وإذا نسبت لموطني فعراقي ويذيع منك البرق كوامن الهوى فيدي على قلبي من الأشفاق قالوا دمشق فقلت غافية الربا قالوا لذلك تطاول الأعناق جئناكم من عراق التاريخ والحضارة والإبداع إلى سورية الثقافة والمجد والإشعاع محملين برسائل الحب والتبريك لدمشق محتفين بها عاصمة للثقافة العربية هذا العام وكل عام وإذ تطأ أقدامنا أرض دمشق يخامرنا الشعور بالأخوة السورية العراقية وبالجيرة الأزلية الأبدية بين شعبين شقيقين يشتركان بالعديد من السجايا والخصال الحميدة ويرتبطان بروابط الدين واللغة والنسب, ونقل تحيات الشعب العراقي وحكومته للشعب السوري وحكومته على احتضانه لألوف من العراقيين المهاجرين ومشاركتهم لآلامهم وآمالهم ,شكرا لسورية وهي تسمع أنين بغداد يصرخ من أهوال العنف والإرهاب والدمار فتلفه بذراعيها الحانيتين مرددة آهات جمال الدين وهو يخاطب بغداد قائلا : لله أنت فأي سر خالق أن تسمني وغذاء روحك يضمر . وبدأت الفعاليات بعرض لفرقة خماسي الخماش وعروض أزياء عراقية وتقديم عرض فني لفرقة الفنون الشعبية العراقية وفي خان أسعد باشا تم افتتاح معارض الفنون الشعبية التشكيلية والكتاب والتراث وقدم النحات سلمان البصام أحد أعضاء جمعية التراث الشعبي العراقي مجموعة من الأعمال النحتية التي تتمحور حول التراث العراقي بغداديات أبوابها القديمة , الفانوس السحري ,النخل ,مواده من الطين , الفخار ,وأيضا يزجج بمواد زجاجية يسمى السيراميك . وشملت أعماله أيضا الفضيات مجسمات أكسسوارات فلكلورية وتراثية ,نقش على النحاس والخشب والانتيكات وتشمل كل الأعمال الحرفية القديمة وتهدف جمعية الحرف للتراث الشعبي إلى العناية بالتراث ودعم الشريحة الفنية لهذه الحرف ماديا ومعنويا والعمل على تطويرها والحفاظ على الفنانين والإفادة منهم في الأغراض الثقافية والفنية ورفد حركة الفنون بالقيم الجمالية . من هنا جاء تأسيس جمعيتنا وبالعمل على اعداد حرفيين ودعمهم ما جعلنا نفكر في أهمية عملية انقاذ خبرات وعبقرية هؤلاء الحرفيين ومن خلال الاستفادة ممن تبقى منهم في تدريب جيل جديد بالعمل على بقاء صلة بين المجتمع الحديث وتراثه وماضيه العريق عن طريق إقامة الدورات وتدريب الجيل الجديد بموجب برامج تعد لهذا الغرض .لذلك تبقى الجمعية البيت الحقيقي لكل المبدعين . وفي مجال الفن التشكيلي شارك عشرون فنانا وفنانه بأعمال من وحي الواقع العراقي حيث تنوعت أساليبهم ومواضيعهم ولو تمعنا في هذه الأعمال كلها لقرأنا تاريخ العراق في لوحة الفنانة سوسن عبد الخالق شاركت في عمل تجريدي جسدت من خلاله آلام الشعب العراقي بشماله وجنوبه وغربه وشرقه وهناك فسحة ضوء للخلاص من الواقع المؤلم وقالت أن دائرة الفنون التشكيلية في العراق تحاول جهد إمكانها استرجاع الأعمال التي سرقت منها. |
|