تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا لن تتهاون بما يتعلق بأمنها.. إيفانوف: علاقاتنا مع الناتو تبعاً لمواقفه

موسكو عواصم
وكالات
أخبار
الاثنين 1/9/2008
روسيا غاضبة إزاء انحياز الغرب بشأن أزمتها مع جورجيا هذا موقف عبرت عنه القيادة الروسية منذ بدء الحرب التي شنتها جورجيا على اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي وراح ضحيتها المئات من المدنيين إضافة إلى تدمير العاصمة تسخنفالي.

وتخوض روسيا حرباً دبلوماسية كلامية مع الغرب بسبب جورجيا وقد اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين واشنطن بالتورط في الحرب بدعم عسكري لجورجيا وباستغلال الاحداث الاخيرة في القوقاز في الانتخابات الامريكية المقبلة ولاشك ان القيادة الروسية تعتبر ان الاحداث الاخيرة في جورجيا لها أبعادها الداخلية في الشأن الامريكي وذلك لدعم المرشح الجمهوري جون ماكين في معركته الانتخابية ضد الديمقراطيين.‏

وبينما اعلنت روسيا مواقفها الصريحة والواضحة تجاه الازمة في القوقاز باعترافها باستقلال اقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين ومع التصعيد الاطلسي في البحر الاسود قدم الرئيس الروسي (ديمتري ميدفيديف) ايضاحات وافية حول موقف روسيا من الوضع في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الى رئيس الوزراء الايطالي (سيلفيو برلسكوني).‏

وأعلن المكتب الصحفي للكرملين ان اتصالا هاتفيا جرى أمس بين ميدفيديف وبرلسكوني بحث الجانبان خلاله مسائل تطور الوضع عقب الازمة في القوقاز.‏

وأوضح المكتب الصحفي ان الاتصال مع برلسكوني جاء ضمن الاتصالات التي يجريها الرئيس الروسي مع قادة البلدان الاجنبية في الآونة الاخيرة.‏

كما أعلن نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي ايفانوف أمس أن موسكو تعتزم تطوير علاقاتها مع غالبية بلدان العالم بصورة هادئة ومنسجمة وستشرح بوضوح أعمالها بخصوص أوسيتيا الجنوبية0‏

وقال ايفانوف في مقابلة مع شبكة التلفزة الروسية فيستي إن العالم لا ينحصر في الغرب لوحده مشيرا في الوقت ذاته الى أن روسيا تسعى لتطوير تعاون متبادل النفع مع البلدان الاوروبية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية0‏

وأضاف ايفانوف ان روسيا ستوضح بهدوء وروية ما حدث في جورجيا والعدوان الذي شنته الاخيرة على المواطنين الروس والذي ترافق بتطهير عرقي مشيرا الى أن روسيا ستضع جميع الاوراق والحقائق على الطاولة وتبتعد عن تلك الدعاية المبتذلة والرخيصة التي شنتها ضد روسيا وسائل اعلام كثيرة في الولايات المتحدة بالدرجة الاولى وكذلك في بعض الدول الاوروبية الغربية.‏

وفيما يتصل بالعلاقات بين روسيا وحلف شمال الاطلسي الناتو أشار ايفانوف الى أن قيادة هذا الحلف اتخذت في الفترة الاخيرة عددا من القرارات لتقليص التعاون مع روسيا مؤكدا أن روسيا ستبني علاقاتها مع الناتو تبعا للسياسة التي يختارها هذا الحلف السياسي العسكري ازاءها وستعمل كل ما بوسعها كي تقوم هذه العلاقات على أساس التكافؤ ومراعاة مصالح وأمن جميع المشاركين في المفاوضات والاستشارات والاتفاقيات مشددا على أن روسيا لن تتهاون أبدا فيما يتعلق بأمنها.‏

وقال ايفانوف ان روسيا لا تهدد أحدا بل تدافع عن مصالحها وقد قاتلت في أوسيتيا الجنوبية من أجل القيم السياسية وفي مقدمتها الحياة البشرية ودافعت عن حقوق مواطنيها في الحياة كما تفعل أي دولة متحضرة.‏

هذا وحذر وزير الخارجية الالماني (فرانك والتر شتاينماير) من مغبة التصعيد في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا على خلفية الازمة في القوقاز داعيا الاوروبيين إلى القيام بدور فعال ورشيد لتسوية الازمة وذلك عشية انعقاد قمة قادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل اليوم.‏

واعرب عن الاسف لقرار جورجيا احادي الجانب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا مشيرا الى ان الوضع يزداد احتداما نتيجة الاعمال احادية الجانب.‏

كما وجه مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا اتهامات خطيرة الى قادة جورجيا السياسيين تجاه الازمة في القوقاز مؤكدين موقف روسيا من النزاع في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.‏

وذكرت مجلة (دير شبيغل) الالمانية في مقتطفات من تقارير رسمية ستنشر اليوم ان مراقبي منظمة الامن والتعاون أكدوا مسؤولية الحكومة الجورجية في البدء بشن الهجوم العسكري على أوسيتيا الجنوبية قبل دخول الدبابات الروسية النفق الموصل الى الولاية التي كانت تطالب بالاستقلال وارتكاب الجورجيين (جرائم حرب) بحق مدنيين امنيين.‏

فيما قالت دائرة التخطيط في وزارة الخارجية الالمانية أن خبراء في الوزارة اقترحوا ادراج تعزيز ارتباط جورجيا بالهياكل الاوروبية الاطلسية في جدول الاعمال متوقعين اتجاه روسيا نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي مطالبين بالتزام الحذر فيما يتعلق بالتقارب مع جورجيا.‏

كما انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت بشدة الادارة الامريكية على الطريقة التي تعالج بها النزاع الروسي الجورجي وأكدت ان اول ما كانت فعلته هو زيارة موسكو.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية