تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حوار.. نهاد أحمد.. ديلارا.. سارقة القلوب

ثقافة
الخميس 21-9-2017
غصون ديب

تتطاير الحروف من مخيلتها وتجتمع الافكار على حين غرة، وتطفوالانوثة على بطلتها وتخلق الرواية فتاة متمردة على واقع ما لتشكل ديلارا.

رواية ديلارا هي العمل الادبي الاول للروائية نهاد احمد التي لم تأخذ روايتها انتشارا في ارجاء الوطن في حين انتشرت لتغرد ديلارا خارج الوطن فانتشرت في بعض الدول العربية كتونس ومصر والجزائر والمغرب وبعض دول الخليج..التقيت الروائية نهاد احمد وحدثتنا عن هذه الرواية واعمالها الادبية القادمة...‏

مقدمة الرواية (ديلارا) وتعني باللغة العربية نور الشمس اوسارقة القلوب فان اردت معرفة تلك الشابة حق المعرفة عليك ان تدرك جيدا ان الجمر الذي يقبع تحت الرماد ويغريك دفء وهجه ايام البرد القارس هوالجمر نفسه الذي ينقلب عليك ويكويك بسعيره اذا ما غامرت يداك وعبثت في احشائه، الروائية نهاد احمد من مدينة عشقت الجمال والشعر ورسم خطوط الحب والعشق على موجات بحرها الازرق الهائج الذي يعانق وديانا وجبالا وسهولا...هي طرطوس مدينة نهاد احمد والتي خضت في روايتها ديلارا المشاعر المبعثرة والمتناقضة بين الحب والفراق والسفر والوطن والصداقة وغيرها..‏

• كيف بدأت نهاد احمد تنسج الرواية في مخيلتها؟‏

•• في مرحلة مبكرة من العمر رحت ارقب واجهات المكتبات الزجاجية في المدينة وتتجول نظراتي بين عناوين الكتب المعرضة، لتقع عيني على كتب عدة، مختلفة الاتجاهات والفنون وابرزها رواية (الام) ل مكسيم غورغي، وكوخ العم توم وطالعت كتابات الفيلسوف الاديب جبران خليل جبران وجذبتني السير الذاتية ايضا.. فقررت الهروب بجسدي الى حيث السكون والدفء ومعانقة الطبيعة التي اوحت الي بافكار رائعة، اما ابرز ما علق برأسي هي قصــة الاديب طـــه حسين (الايام) هذا الاديب الذي فقد بصره وانتج هذا الكم الغزير من الادب عالمي، كما شدني الادب الانكليزي الذي شغلني طيلة مرحلة الدراسة الجامعية، وكان للادب الروسي حصة في مطالعتي وهنا قررت ان ابدا بالكتابة وبتشجيع من المحيط والمقربين...‏

• حدثينا عن روايتك ديلارا؟‏

•• تدور احداث الرواية حول فتاة شابة تدعى ديلارا عاشقة للموسيقا وللمسرح وللرقص تتعرف الى صديق لعائلتها وتقع في غرامه بالرغم من صغر سنها، هذا الشخص كاتب مسرحي عاشق للمسرح فتتمسك به الى حين انتهاء دراستها الجامعية وتعود لتكمل معه مسيرة المسرح والرقص بعيدا عن اجواء قريتها الملتزمة لتحلق مسافرة خارج الوطن...‏

بدأت بكتابة رواية ديلارا عام2010 وانتهيت منها عام 2012 واطلقت ضمن حفل توقيع اقيم بالتعاون مع جمعية العاديات، تنوعت اراء القراء واختلفت ولكن الاهم هواني كتبت احساسي في الرواية التي نالت التشجيع على مواصلة ممارسة الكتابة.والجدير بالذكر ان الرواية طبعت لاول مرة في مدينتي طرطوس لكن بعد ذلك راسلت دار الكتاب العربي في مصر واطلع عليها وقرر طباعة النسخة الثانية من الرواية وقبلت ومنها انتشرت الى دول عربية اخرى.‏

جاء في الرواية: (كم تعجبني هذه التقاليد، لا سيما انها لشعب مظلوم يتنفس قضيته مع الهواء وتسري في دمه، وتستوطن ايامه ولياليه واحلامه وامانيه، ويرضعها لاطفاله مع اللبن،وملأت مسام فنه وادبه وفلكلوره...)‏

• لماذا قفزت القضية الفلطسينية الى روايتك العاشقة؟‏

•• مازال شعر فدوى طوقان عالقا في الذاكرة منذ الصغر وتحديدا خلال المراحل الدراسية الابتدائية التي استفاضت مناهج الدراسة بالابيات الشعرية التي تحكي الحزن والفرح الفلسطيني والثورة على الظلم والغربة وغيرها من الحالات التي لم تغادر ذاكرتي.‏

• ماذا تعني لك اول رواية وهل ستفتح الطريق نحوعمل ادبي قادم؟‏

•• رواية ديلارا كانت بمثابة ميلاد رائع، وما اجمل الهروب الى عالم الكتابة بعيدا عن ضجيج العالم الخارجي.. شعرت ان هنالك شيئا لم اخطه بعد وبينما كنت امشي بالقرب من البحر في مدينتي في شهر اذار من العام 2012 نسجت نسائم البحر الخيوط الاولى لرواية ثانية بدأت تتشكل في مخيلتي بعض ما جاء فيها (قدر لي ان ارى الفجر ينشر نوره رويدا فوق الجبال الراسية والهضاب السابحة عمقا،صوب النهر والضباب المتصاعد فوق المنحدرات فوق الغابات ثم يستقر في الفراغ..مشكلا غيوما ثلجية اللون تفتن ناظريك وتحملك الى ما وراء الكون حيث يلبسك الطهر ثوبا فلا ملك لديك ولا ديار...).‏

رأيت منذ ذلك الوقت مشهدا (ليلك يستحق الانتظار) عنوان الرواية الذي فيه الكثير من الواقع والخيال، والرواية قيد الطباعة حاليا.. باختصار تدور تفاصيل الرواية حول عائلة سورية عادت من المغترب الى سورية في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها بلدنا الحبيب وتتفاوت المفاهيم وتاثيرات المحيط على العائلة وفي خضم هذه الاحداث تقع احدى فتيات هذه العائلة في الحب، تراسل صديقتها نينار في فرنسا وتخاطبها: (لست ادري يا نينار ولا اعلم على وجه التحديد بماذا اجيبك وانت تسألين عن حالي ان تغيرت المهم اني توقفت كليا عن الانين والشكوى فقد اندثرت الامي ولم يعد الليل يصيبني ارقا وحزنا بل العكس يا نينار فتحت كوة في جدار الارق واطللت على الموسيقا والعمر اشعر اني ولدت من جديد في واحة عشق مجنون كل شيء اختلف هنا عما كان لحظة وصولنا وطوال الاشهر الاولى اذ بات الندى يرطب اجفاني والكون يسبح مشبعا بالطيب احببتها مدينتي المستعادة واحبك انت يا نينار..متى نلتقي؟ حاجة ماسة اليك....).‏

اما شخصية نينار فغجرية الطباع عاشقة لها فلسفة خاصة في الحب وهذا ما يجعلها تصطدم بالواقع‏

• أين الروائية نهاد احمد من ايقاع الحياة المتقلب؟‏

•• اعتبر ان حياتي هي الكتابة، فانا عندما يشتد البرد اهرب الى سرير اللغة الدافىء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية