تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الطفل ..

مجتمع
الخميس 21-9-2017
أيمن الحرفي

أي طفل يملك مفاتيح القبول عند الجميع .. يدخل القلوب دون استئذان .. ووسائل السحر لديه كثيرة فهو يبدأ بالإيماءات العفوية و ينتهي بالضحكة الدائمة يتخللهما العيون الجميلة و الوجه الملائكي فيضفي الى الحياة طعما جديداً .. باختصار هو ابتسامتنا الاجتماعية الحقيقية .. هو فرحنا و أملنا هو النور في عتمة نهارنا .. هو النبع الذي يعطي كل جمال رونقه .. يعطي الحياة روعتها ... ألا يستحق هذا الكائن المزيد من الاهتمام و الرعاية ...

يقتصر مفهوم الرعاية و الاهتمام عند البعض على تأمين الحاجات الأساسية كالغذاء و الملبس و المأوى ناسين أو متناسين أنه بذرة جميلة وديعة بحاجة إلى الاهتمام والحب و العطاء و الرعاية النفسية و العاطفية و الدعم الروحي و النفسي و التشجيع حتى ينشأ سوياً صحيحاً خالياً من العلل الجسدية و النفسية .. ينتظر منا شهادة حسن السلوك من الأهل أولاً ليتباهى و يفخر بها أمام أقرانه في الحي ثم في المدرسة و شهادة حسن السلوك التي نعنيها ليست ورقة عليها كلمات الإطراء والثناء ممهورة بتوقيعنا ..‏

و لكن المقصود هو الرعاية و الاهتمام و الدعم عالي المستوى المبني على علاقة يومية مع طفلنا تبدأ بالاهتمام بكل صغيرة و كبيرة و بكل تفصيل يضفي على حياته و شخصيته قوة و جمالاً تدفعه للإبداع و التطور و النجاح و التألق ... أشياء علينا فعلها لاتحتاج لقراءة المزيد من الكتب و الدراسات و الأبحاث و المحاضرات و المقالات ... بل هي مجموعة مهارات نتعلمها بأنفسنا فقط لنرجع إلى فطرتنا إلى صدقنا إلى طفولتنا إلى اصلنا الطيب و كلامنا الجميل..‏

و يندرج تحت ذلك تدريبه السلوك الحسن و التصرف الأنسب مع المواقف ..الكثير من الأسر تعتقد أن الطفل لا يمكن أن يتعلم الأدب في صغره فتترك الطفل يتصرف على هواه و النتيجة طفل فاسد و مدلل ..يرى الاختصاصيون أنه من الصعب أن نعلم الطفل في العامين الأولين من عمره السلوك الحسن و لكن يمكننا أن نبدأ في ذلك مع بلوغه سن ثلاثة أعوام و يتم ذلك بشكل تدريجي و يتطلب تهيئة الأجواء المناسبة للتعلم و الكثير من الآباء يضعون أبناءهم في ببيئة غير مناسبة ثم يطلبون منهم التصرف بشكل جيد و يتركون طفلهم يلهو في الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف و إذا أمسك بشيء ينعتونه بأنه غير مؤدب .. .‏

في مثل هذا الوقت من البديهي أن يلمس الطفل كل مافي الغرفة و هذا يعرضه للخطر و يعرض الأشياء للتلف لكن لا ذنب للطفل في ذلك فهو يريد أن يكتشف الأشياء من محيطه الذنب هنا يقع على والديه و بالنسبة لمعظم الأطفال الأفعال يكون لها تأثير في نفوسهم و أذهانهم أكثر من كلمات الزجر و التوبيخ لذا علينا عدم الإكثار من الصراخ على الطفل عند وقوعه في الخطأ ..‏

كل ما علينا عمله هو أن نجعله يرى بوضوح تعابير وجه الأم و هي تقول له :لا فتعابير وجهك هي اللغة الأقرب إلى فهمه في هذه السن و تذكري أن الطفل لا يستجيب من المرة الأولى لذا لا تملي من تكرار كلمة : لا و نفس التعبير في كل مرة يخطأ فيها مع التدرج في العقوبات الصغيرة جداً و في الوقت نفسه دعيه يرى تعابير الاستحسان على وجهك عندما يحسن السلوك مع إضافة بعض الهدايا الصغيرة جداً عند السلوك الحسن و يجب الانتباه إلى أننا هنا لا يجب أن يفهم من كلامنا ربط العقوبة مع السلوك السيء و ربط الهدية الصغيرة مع السلوك الحسن بل ذكرناه هنا كنوع من التغيير في المعاملة و التربية ...‏

و بهذه الطريقة أي طريقة تعابير الوجه الصبر عليه يمكن أن يميز بين الصواب و الخطأ .. هذه هي بعض من معايير شهادة حسن السلوك ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية