|
مجـتمع
انتشار معدلات الفقر بين كبار السن، خصوصا بين تلك الفئات التي لم تستعد لفترات عمرها المتقدم بالمدخرات والأصول اللازمة لدعمها ماديا، ومما لا شك فيه أن جهود خفض معدلات الفقر بين كبار السن ستكون مكلفة جدا للحكومات من الناحية المالية. مما لا شك فيه أن الادخار في المراحل الأولى من العمر سيجنبك الكثير من المخاطر، لأن هذه المدخرات يمكن أن تؤمن لك حياة أكثر استقرارا من الناحية المالية في نهاية العمر، كما أنه من الحياة العملية للشخص يضاعف من فرص تأمين احتياجاته المادية في المستقبل، فضلا عن أنه يدعم القدرات المالية للحكومات في التعامل مع هذه الظاهرة. التعلم عملية تستمر طوال عمر الإنسان، وأن للبيئة دورا هاما فيه. فالعيش في بيئة غنية أمر ذو أهمية بالغة، حيث يتأثر الطفل في حال كانت البيئة المحيطة فقيرة، فقد يفقد قدرته على التعلم تماما. لذاك تعتبر البيئة عاملا رئيسيا في عملية التعلم، وتساعد البيئة الغنية على تجنب انتكاسة الشيخوخة. وتعد ممارسة بعض العادات كالقراءة المكثفة والسفر وحضور الندوات الثقافية وإكمال التعليم أمراً مفيداً لكبار السن، وهو ما يتضح لدى الأساتذة الحاصلين على درجة البروفيسور، حيث يكونون في عقدهم السابع ولا يزالون يتمتعون بقدرات فكرية جيدة ، وللزواج الناجح أيضا دور كبير في المحافظة على القدرات الفكرية لكبار السن. تؤثر ظاهرة شيخوخة السكان في توزيع الناتج بين الفئات صغيرة السن وكبيرة السن، ولذلك فإن هذه الظاهرة يترتب عليها آثار عميقة على قدرات المجتمع الإنتاجية، حيث تعني تحول جانب كبير من السكان من منتجين إلى مستهلكين، وهو ما يؤثر بشكل سلبي في قدرات المجتمع الادخارية، ومن ثم الاستثمارية، وبالتالي آفاق النمو في اقتصاديات العالم . أكثر من ذلك ربما يكون بعض كبار السن دون أبناء أو توفي أبناؤهم الذين يقدمون لهم الدعم المالي لتكلفة الرعاية المناسبة، ومثل هؤلاء سيفتقدون الرعاية الأسرية المناسبة. من ناحية أخرى يمكن أن يواجه الأبناء مشكلة تعدد الآباء، فربما تواجه الأسرة احتمال بقاء والدي الزوج والزوجة معا على قيد الحياة، وهو بلا شك عبء ثقيل جدا على الأسرة. لذلك لابد من وجود نظام للدعم المالي الحكومي لمثل هذه الحالات الحرجة. لا بد لنا ونحن نتحدث عن الشيخوخة أن نذكر بعض النصائح الذهبية التي تهم الفرد والأسرة والمجتمع والتي تساهم وإلى حد كبير في تأمين حياة أكثر صحة وسعادة لهذه الفئة من أبناء المجتمع ، الغذاء المتوازن أساس الصحة الجيدة حيث الإعداد الجيد لصحة المسنين يبدأ باكراً في مرحلتي الطفولة والشباب ، وبشكل خاص الفيتامينات والأملاح التي تتوفر في الخضار والفواكه ، كذلك إجراء الفحص الدوري الشامل للأشخاص المسنين لكشف أي حالة مرضية وتقديم العلاج الباكر لها، الالتزام بالعادات الصحية الحميدة والامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية للاهتمام بصحة الفم والأسنان وتقديم التعويضات السنية المناسبة تجنب البدانة. عدم استعمال الأدوية إلا وفق استشارة الطبيب ،الممارسة المنتظمة للرياضة البدنية غير المجهدة كالمشي والتمارين الرياضية وتقديم الوسائل التأهيلية اللازمة لبعض المسنين كالنظارات الطبية، المعينات السمعية، والوسائل المساعدة على الحركة والتنقل وغيرها ، أيضا تشجيع المسنين على مزاولة العمل الملائم لهم لما له من أهمية صحية واجتماعية واقتصادية ، تشجيع وتسهيل مشاركة الأشخاص المسنين في المناشط الاجتماعية والدينية والترويحية للأسرة والمجتمع. الأمر المثير للاهتمام أن جماعات حقوق الإنسان بدأت في الاستعداد هي الأخرى لتلك الحقبة وهناك مطالبات حاليا بإقرار ميثاق لحقوق كبار السن في تأمين دخل مناسب لهم، وحقوقهم في أن ينخرطوا في عمل يليق بهم ويتوافق مع قدراتهم وخبراتهم ويستوفي احتياجاتهم النفسية بأن يظلوا عنصرا فعالا في المجتمع غير مهمل ، وحقهم في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، خاصة وأن هناك عدداً أكبر من النساء يبقين على قيد الحياة حتى سن متأخرة اليوم، فضلا عن المطالبة بحماية الشيوخ ضد الاستغلال المالي والبدني والإيذاء النفسي ، وحقهم في الضمان الاجتماعي وتأمين حد أدنى من الدخول للحيلولة دون سقوط الشيوخ وأسرهم في الفقر. |
|