|
مجتمع
التقرب من الطفل كما أن غياب لغة التواصل بين الطفل بمراحله العمرية المختلفة وبين أمه من شأنه أن يزيد من مصاعب تربيته وتداعياتها الحالية والمستقبلية، فكثير من الأمهات يقعن فريسة عدم الاهتمام بأطفالهن، ليكتشفن متأخرات هذه الحالة بعد أن يمضي الطفل وحيداً في طريق نموه وتربيته وثقافته. وضمن هذا السياق فإنه يتوجب على الأمهات التقرب أكثر من أطفالهن ومحاولة فك شيفرات التواصل معهم عبر استخدام وسائل وأساليب تربوية صحيحة تشمل الاهتمام بكل ما يتعلق بأمور الطفل حتى التفاصيل الصغيرة ينبغي الاهتمام فيها والالتفات إليها كونها تترك أثارها -الايجابية أو السلبية - عند الأطفال حاضرا ومستقبلا، وجميع هذه الأمور تندرج تحت عنوان واحد يمكن ان يحقق التواصل بين الام وطفلها وهو الحب الذي يمكنه أن يحطم كل الحواجز والاسوار بين الطرفين. طفلك ذكي ومن الأمور الهامة التي تغيب عن ذهن الام هي جهلها أن الطفل مهما كان عمره يتمتع بقدر عال من الذكاء والحساسية والتفاعل مع الاخرين ومع المحيط الذي من حوله، وهذا النقطة تحديداً أي معرفة الام أن طفلها ذكي وحساس جداً تعتبر المدخل الصحيح لتواصلها معه وكسر الحاجز المصطنع بينهما في حال كان موجودا عن جهل أو تجاهل. إن إدراك الام لذكاء طفلها وحساسيته من شأنه أن يدفعها الى القيام بكل السلوكيات الصحيحة والايجابية أمامه مع حرصها الكامل على أن تكون تلك الأفكار والتصرفات ايجابية وبناءة، ومنها ألا تظهر أمام أطفالها أنها تعرف كل شيء بل أن تترك لهم المجال حتى يفكروا لوحدهم من اجل أن يتطور مدى تفكيرهم ويصبح أكثر عمقا شيئا فشيئا ، مع إضافة روح النكتة والفكاهة والمرح أثناء الحديث معهم فالطفل بطبعه يحب المرح واللعب هذا بالإضافة الى تجنب السخرية عند مناقشاتهم بأفكارهم وآرائهم لان من شأن ذلك أن يؤدي بالطفل وخاصة الأطفال فوق سن الأربع سنوات الى الإحباط ، وكذلك الانتباه الى تجديد الأفكار لهم بشكل دائم وطرح أخرى بديلة في حال لم تصلهم الفكرة من الوهلة الأولى ولا مانع إذا قامت الأم حتى تساعد أطفالها على الإجابة عن سؤال ما أن تقوم بذكر الأحرف الأولى للجواب لتكون كلمة مفتاحية لمعرفة أفكارهم. كوني صديقة له ومن الأمور المهمة جدا في تعاطي الأم مع ابنها والتي لطالما أشرنا إليها سابقاً أن تجعل من نفسها صديقة له وان تحاول مشاركته أفكاره واستخراج مشاعره وان تنصت إليه جيدا وان تنحني إليه قليلا إذا كانت واقفة لتصبح بعلو قامته وان تنظر في عينيه وان تتحدث معه بصيغة المخاطب وليس بصيغة الغائب وان تكون صريحة معه بخصوص مشاعرها وعواطفها كأن تقول له أنها تعبت قليلا وتريد أن تستريح لبعض الوقت وتستأذن منه الذهاب لذلك ، ومن الأمور الضرورية جدا أيضا انه يجب على الوالدين عموما والأم خصوصا أن تخصص كل يوم وقتا خاصا لكل طفل من أطفالها لمحاورته ومعرفة ما يدور في خاطره من مشاعر وأحاسيس وأفكار وإذا كان الطفل من النوع اللحوح والعنيد فيجب أن لا تتعامل معه بنفس الأسلوب بل أن تحاول إقناعه بعبارات بسيطة وايجابية لأنه كلما ضغطت عليه أكثر أصبح أكثر عناداً . تعزيز ثقته بنفسه كما لا ينصح أن تقارن الأم طفلها بطفل أخر بل أن تقارنه بنفسه حينما كان طبعه جيدا ليعود كما كان وبذلك نرسخ مبدأ التغيير لديه مع ملاحظة أن بعض الأطفال لديهم روح المعاكسة حيث يفعلون عكس ما تطلبه الأم منهم ، وإذا كانت بعض تصرفاتهم لا تعجب في الوقت الحالي فإنها قد تعجب في المستقبل لان تصرفاته تتبدل وتتغير وليس لديه شيء ثابت ، وإذا أرادت الأم طفلها أن يكون هادئا ومتعاونا فما عليها إلا إشراكه في أمور المنزل البسيطة التي من شانها أن تعزز ثقته بنفسه ، كما يجب الانتباه الى عدم استخدام الأصوات العالية والتوجيهات الحادة والأوامر الصارمة كلغة متبادلة مع الطفل لان من شأن هذا الأسلوب في التعامل أن يترك أثرا سلبيا وسيئا في نفسه بالمستقبل . |
|