تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قاعدة على قاعدة!

نقش ساسي
الخميس 21-9-2017
خالد الأشهب

في خبر عابر، وللمرة الأولى منذ قيام إسرائيل، افتتح الجيش الأميركي قاعدة للدفاع الجوي داخل ثكنة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في صحراء النقب، بتجهيزات أميركية وبإدارة ضباط أميركيين!

للوهلة الأولى يبدو الأمر عادياً ومتوقعاً بحسب المعايير المعروفة للتحالف العسكري والسياسي الأميركي الإسرائيلي والسارية منذ عقود من السنين، إذ لم تكن إسرائيل تحتاج وجوداً عسكرياً أميركياً مباشراً وإضافياً فوق سيل السلاح الحديث وفيض المساعدات المليارية وصلابة الدعم السياسي غير المشروط، ما جعل من إسرائيل كلها أكبر القواعد العسكرية الأميركية المتقدمة.. وحاملة الطائرات الأميركية الراسية دائماً شرق المتوسط.. ومخزن الذخائر الأميركية الأكبر في الشرق الأوسط، وفق أدبيات الفكر السياسي العربي على الأقل !!‏

القاعدة الأميركية الجديدة تؤشر إلى ما هو جديد فعلاً في طريقة تفكير العقل السياسي والعسكري الأميركي الإسرائيلي المشترك خاصة تجاه مفهوم الردع :‏

أوله، أن التفوق الجوي الإسرائيلي في طريقه إلى التلاشي في ظل تطور وتنامي الدفاع الصاروخي لمحور المقاومة، وهذا أول الانهيارات في مفهوم العدوان «الردع» الإسرائيلي؟‏

وثانيه، أن القبب الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية الأميركية على اختلاف أنواعها ووظائفها.. باتت أعجز من أن توفر الحماية لإسرائيل وهذا ثاني الانهيارات؟‏

وثالثه، أن الوجود العسكري المباشر إلى جانب إسرائيل بات ضرورياً كما لم يكن من قبل بالنسبة إلى الأميركيين فضلاً عما يعنيه سياسياً؟‏

ورابعه، أن مفاهيم الردع الاستراتيجية للمقاومة تسير في الاتجاه الصحيح تبلوراً وتفعيلاً وأن الداء الإسرائيلي لديه ما يستطب به في الجهة المقابلة.. وإلا فلماذا حشر قاعدة جديدة في قاعدة أميركية قديمة ومقيمة؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية