|
شؤون سياسية وخلال العقود الأخيرة شهد اليهود تغييرات كبيرة في الطريقة التي كانت المجتمعات الأمريكية تنظر بها اليوم, وفي درجة مقبوليتهم لدى هذه المجتمعات, ومنذ ثمانينيات القرن الماضي, تشهد القارة تحولاً اقتصادياً ليبرالياً مرتبطاً بعملية (الدمقرطة) وبالتأثيرات الأيديولوجية خارجية المنشأ. لقد حصل تراجع إجمالي في مستوى المعيشة, حيث يعيش نحو نصف سكان القارة دون )خط الفقر(. يعيش (اليهود الأمريكيون - اللاتينيون) تجربة الفرص السانحة التي تقدمها الديمقراطية التعددية غير أنها لم تتعاف بعد من الألم نتيجة التجربة التي عاشها المجتمع اليهودي في الأرجنتين. ومنذ عام /2000/ يشكل هؤلاء هدفاً لما اصطلح الباحثون والقادة الصهاينة على تسميته (العداء للسامية). إن الصلة القائمة بين (معاداة السامية) ومعاداة أمريكا و(اسرائيل) تجسد نزعة مهمة في أمريكا اللاتينية. وعلى غرار الترويج الصهيوني لحملات معاداة السامية في إطار مخططات جلب يهود العالم إلى فلسطين المحتلة, خصصت صحيفة (يديعوت أحرونوت) تقريراً ميدانياً لرصد تخوفات اليهود في فنزويلا, إثر تصاعد حدة اللاسامية, وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تحول إلى صديق لإيران ومساند لحزب الله وقد عبر تشافيز أثر لقائه برؤساء الجالية اليهودية أن هناك خلافاً بينه وبين الحكومة الصهيونية ليس إلا. وفي البرازيل يوجد تجمع يهودي نظراً للأهمية الكبيرة التي تحتلها البرازيل سياسياً على صعيد القارة والآفاق المستقبلية لدور برازيلي على الصعيد العالمي, وتنشط الحركة الصهيونية من خلال الجماعات اليهودية من خلال مؤسساتها المتعددة, حيث تتشرف مؤسسات الحركة على العديد من المؤسسات الإعلامية, ومن أبرز النشاطات الصهيونية في البرازيل. 1- تنظيم عملاء للتجسس على الجالية العربية الفلسطينية وخاصة في منطقة (كانوس, سنتاكروز, وأورغوايانا, وشوي) حيث يوجد أكبر تجمع للعرب الفلسطينين في تلك المناطق. وتم على يد هؤلاء الجواسيس تصفية واغتيال ميشيل نصار, )اللبناني( الشاهد الثالث بقضية محاكمة شارون ببلجيكا, بتاريخ 10/ 3/ 2002 بمدينة ساوباولو. 2- النشاط الصهيوني الأبرز يتمثل في تهجير يهود البرازيل إلى فلسطين المحتلة. ولقد كان التوتر سيد المواقف السياسية بين الكيان الصهيوني مع دولة أمريكا وقد عبرت دولة القارة الجنوبية على سبيل المثال عن إدانتها للعدوان الصهيوني على لبنان في عام /2006/. هناك بعض التحسن الذي طرأ على العلاقات الاقتصادية بين الكيان الصهيوني ودول أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة, وخصوصاً في البيرو والبرازيل إثر زيارة نائب وزير الخارجية الصهيوني إلى البرازيل عام 2007 ووقعت السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية (ميركسور) اتفاقاً للتجارة الحرة مع الكيان الصهيوني, هو الأول لها خارج القارة. لقد أظهرت عملية إنقاذ الرهينة الفرنسية إنغريد بيتا نكور من أسرها لدى منظمة الأنصار الكولومبية )فارك( الدور الذي يؤديه خبراء أمنيون صهاينة داخل أجهزة الأمن الكولومبية. يتمثل هذا الدور في التدريب ونقل الخبرات الأمنية الصهيونية إلى الأجهزة الأمنية الكولومبية, إضافة إلى صفقات الأسلحة خاصة الطائرات المعدة للاستطلاع دون طيار, ويعتبر قائد شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال الصهيوني اللواء (يسرايل زئيف) أبرز المستشارين الأمنيين لقوات الأمن الكولومبية, وقد استقدم العديد من رجال الاستخبارات الصهيونية والخبراء السابقين للعمل في المجال الأمني في كولومبيا, ونقلت صحيفة (هاآرتس) في 4/7/2008 عن مصدر كولومبي قوله: إن مستشارين صهاينة, كانوا بين المشاركين في التخطيط لإنقاذ بيتا نكور, وأوضحت الصحيفة أن الخبراء الصهاينة لم يشاركوا في عملية الإنقاذ لكنهم قدموا المشورة وشاركوا في الإعداد للعملية, إضافة إلى تزويد العتاد التكنولوجي في المجال الاستخباراتي والسيطرة والإشراف على القوات التي نفذت العملية. |
|