|
شؤون سياسية ذلك لأن أسلم أولوياتها كان على الأرجح متناقضاً لمعطيات الواقع السياسي الإسرائيلي سواء على جبهتيه الداخلية أو الخارجية. إن نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب ليفني (كاديما) لم تمنحها إلا بالكاد التفوق الضئيل على خصمها شاؤول موفاز ورغم فوزها عليه بفارق الأربعمئة صوت إلا أن أغلبية هذه الأصوات التي منحتها الفوز عليه لاتزال قيد الأخذ والرد في إطار التشكيك بصحتها ورغم ذلك فالوزيرة ليفني ذهبت لبناء مستقبلها السياسي للالتقاء مع حزب العمل وخصمها اللدود ايهود باراك على أساس أنه لاحكومة إسرائيلية من دون حزب العمل ولازعامة لها في (كاديما) من دون أن تترأس الحكومة بالاتفاق مع حزب العمل. ومن هذا المنطلق عقدت ليفني اتفاقاً أولياً مع حزب العمل لكن ما أن مضى عليه عدة أيام حتى تبين لها أنه لن يضمن لها أي شيء, بل إن ذلك الاتفاق ارتد عليها بالمزيد من المصاعب في مفاوضاتها التي أجرتها مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى وخصوصاً مع حركة شاس وحزب المتقاعدين وذلك بسبب حصول حزب العمل من ذلك الاتفاق على مكاسب له وهو ماحفز الأحزاب الأخرى للمطالبة بنفس المزايا التي حصل عليها حزب العمل, وهذا مازاد الطين بلة على رأس ليفني وزاد من دائرة نجاح موفاز داخل حزبها في الاعتراض على خططها وهو ما دعا ليفني للتعبير أكثر من مرة عن فشلها أمام الكنيسيت الإسرائيلي في افتتاح دورتها الشتوية وأن المزيد من المصاعب هي في طريقها للتراكم كما يفرزه الشارع السياسي في إسرائيل أمام طموحات ليفني وتطلعها للفوز في نهاية الطريق ولربما ليس من المستبعد كما تقول الأوساط الإسرائيلية على مختلف اتجاهاتها أن يبادر العديد من يبادر العديد من أعضاء الكنيست من كاديما ليطالبوها بدفع ثمن فشلها وفشل حزبها وهذا قد يمهد لحدوث انشقاقات وتطورات داخل كاديما تمنع أو تؤجل أو تعرقل الانتخابات المبكرة التي يراهن الجميع عليها. إذن أمام هذه الصورة نستطيع القول إن ماكسبته ليفني في البداية مع سقوط أولمرت لم يدم وقد تبدد اليوم أو يكاد على مايبدو وماحققته منذ منتصف الشهر الماضي بفوزها في الانتخابات التمهيدية يبدو أنها اليوم العاجزة على الاحتفاظ به وهي لذلك ستظهر للتشارك مع الآخرين على حساب كاديما وهذا مايحفز منافسها وخصمها اللدود موفاز داخل حزبها للتحرك بأقصى سرعة لعله يقصي ليفني عن زعامة الحزب. إذن الصورة داخل الحراك السياسي في (إسرائيل) تنذر بمفاجآت كثيرة في ضوء هذا الواقع القائم ولعل ذلك كله قد يرجح عودة سريعة لبنيامين نتنياهو هو الذي تتوقع أوساط الرأي الإسرائيلي بفوز كاسح له في الانتخابات القادمة كي يحبط بدوره الطموحات السياسية لكل من إيهود وباراك وليفني أيضاً. وعلى هذا فإن كل التوقعات قائمة في الحلبة السياسية لإسرائيل لحين إجراء الانتخابات وهذا مايزيد الصورة صعوبة في التنبؤ بها مسبقاً والجهة القادرة على الفوز بها ذلك لأن حالة هذا الكيان أشبه بقدر يغلي على الدوام يتعذر معه في معرفة ماذا يطبخ بداخله بسبب اختلاط الأزمات من أمنية واقتصادية وسياسية, وجميعها أزمات من الصعب القفز عليها أو تخطيها لأنها انعكست سلباً على ذاك الكيان وعلى ادعاءاته ومزاعمه بأن واحة الديمقراطية والحضارة والنبوغ وسط بحيرة عربية لاتقوى على الحركة. |
|